Retraite-de-carême-à-Ariccia-©-LOsservatore-Romano

رياضة الصوم: يسوع على الصليب، غير مفهوم من الآخرين

تأمّل للأب ميشليني

Share this Entry

“أكبر عذاب ليسوع هو ألّا يكون مفهوماً، حتّى على الصليب”. هذا هو اعتبار الأب جيوليو ميشليني الذي أفصح عنه أمام البابا وأعضاء الكوريا الرومانية، خلال الرياضة الروحية الخاصة بالصوم والتي يقومون بها في أريتشيا، داعياً الجميع إلى مكافحة سوء التفاهم، بناء على ما نقلته لنا آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

ومع انتهاء الرياضة الروحية، تأمّل الواعظ بصلب يسوع بحسب إنجيل القديس متى، قائلاً إنّ موت المسيح حقيقي، خاصّة وأنّ “التفاصيل الواردة في الإنجيل مزعجة للغاية لتكون مُخترعة. وهكذا، يكون صمت الآب أشبه بفضيحة، فيسوع ناداه إلّا أنّه التزم الصمت”. وهنا، أشار الأب ميشليني إلى “الحسّ بالإهمال والتخلّي الذي شعر به يسوع على الصليب: “إلهي إلهي لماذا تركتني؟” والذي يُضاف إليه “عدم فهم من كانوا يرون هذا المشهد الدامي شيئاً”.

“أكبر عذاب ليسوع هو ألّا يكون مفهوماً، حتّى على الصليب. الصليب يشرح كلّ شيء، لكن لا يمكن ليسوع أن يفعل إلّا شيئاً واحداً: تسليم نفسه للروح القدس”.

ودعا الكاهن الفرنسيسكاني الجميع إلى فحص ضمير “حيال اللحظات التي لا نرغب فيها بفهم الآخرين، بسبب الانغلاق على أنفسنا أو جرّاء التكبّر”. وأضاف أنّ “الأمر يتعلّق بتحسين التواصل مع الآخرين عبر النموّ في التواضع، وعبر الاستفادة من وجود الله في التفاصيل اليومية وفي نظرة الآخر”.

كما وتوقّف الأب ميشليني عند حربة قائد المئة، موازياً إياها بحربة قائد المئة في كفرناحوم، والذي شفى يسوع أحد خدّامه: “قُتل يسوع بحربة الجندي، بعد أن أدار للجنود خدّه الآخر كما علّم على الجبل. أمّا لقائد المئة في كفرناحوم فقد أعطاه جهوزيّته، فيما الآن على الصليب لا يمكنه إلّا أن يمدّ جنبه الذي منه سيسيل الدم والماء لأجل غفران الخطايا”.

في النهاية، تطرّق الواعظ إلى النساء الموجودات تحت الصليب، من بينهنّ مريم: “كتب أحدهم فرضيّة مثيرة للاهتمام، مفادها أنّ مريم أمّ يسوع لم تعد هي، ويسوع لم يعد ابن مريم، كما في إنجيل يوحنا: مريم ليست أمّ يسوع بل أمّ التلميذ المحبوب، وجرّاء ذلك أمّ الكنيسة”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير