كما تجري العادة في يوم الأحد ولمناسبة ختام الرياضة التي قام بها البابا فرنسيس مع أعضاء الكوريا الرومانية في أريتشيا، أطلّ الأب الأقدس من نافذة القصر الرسولي ليتشارك تأمّله حول التبشير الملائكي مع المؤمنين الحاضرين في ساحة القديس بطرس.
عاد البابا ليذكّر بإنجيل الأحد الثاني من زمن الصوم الذي يخبر عن التجلّي بحسب إنجيل القديس متى. “أشعّ وجه يسوع كالشمس وتلألأت ثيابه كالنور” حول هذا البعد النوراني لمشهد التجلي ركّز البابا تأمّله مفسّرًا بأنّ “النور الذي يميّز هذا الحدث الاستثنائي يرمز إلى الهدف: إنارة روح وقلب كل من تلاميذه حتى يستطيعوا أن يفهموا من هو معلّمهم بوضوح”.
إنما يسوع في الوقت نفسه كان يحضّر تلاميذه لحدث صلبه “هذا الوقت الحزين والمؤلم”. في الواقع، كان يسوع “مسيحًا مختلفًا عن توقّعاتهم: لم يكن ملكًا قويًا وممجّدًا إنما خادمًا متواضعًا ومسالمًا؛ لم يكن سيدًا غنيًا مملوءً نعمًا بل رجلاً فقيرًا لا مكان له ليضع رأسه عليه؛ لم يكن شخصية مرموقة منحدرة من سلالة عريقة بل عازبًا لا بيت ولا مأوى لديه”.
إذًا أمام هذه المسألة المتناقضة أراد يسوع المتجلّي أن يظهر لتلاميذه مجده “ليس من أجل أن يجنّبهم عبور الصليب إنما ليشير إليهم مكان الصليب. من يموت مع المسيح يقوم مع المسيح. الصليب هو باب القيامة”. من هنا دعا البابا فرنسيس كل شخص إلى التأمّل يوميًا في صليب المسيح في زمن الصوم هذا “من أجل فهم بشكل أكبر فظاعة الخطيئة وقيمة التضحية التي قام بها فادينا من أجلنا”.
هذا وأطلق البابا دعوة من أجل ضحايا الحريق الذي ضرب مأوى للقاصرين في غواتيلاما موديًا بحياة أربعين شهيدًا. وقال: “ليستقبل الرب أرواحهم ويشفي جراحاتهم ويعزّي عائلاتهم من كل ألم وكل الأمة جمعاء. أنا أسألكم أيضًا أن تصلوا من أجل كل الفتيات الشابات والشبان ضحية العنف والمعاملات السيئة والاستغلال والحروب. إنّه جرح وصرخة مخفية يجب أن نصغي إليها جميعًا ولا يمكننا أن نواصل طريقنا مدّعين بأننا لا نراها أو لا نسمعها”.