إنها الذكرى الرابعة على انتخاب البابا فرنسيس اليوم 13 آذار من قِبل الكرادلة في الكونكلاف فمن رئيس أساقفة بيونس آيرس الكاردينال خورخيه ماريو برغوليو أصبح خليفة لبطرس. إنه انتخاب أشار إلى الرحمة الإلهية فاختيار هذا البابا كان من الله إنما الكرادلة الذين كانوا مجتمعين للصلاة تركوا الروح القدس يلهمهم ويقودهم بعد أن صلّوا قبل الكونكلاف.
وبذلك أصبح البابا الستة والستين بعد المئتين عن عمر ناهز 77 عامًا – ولد في 17 كانون الأول 1936! إنه بابا آتٍ من جنوب العالم، من القارة الأمريكية وهو البابا الأول من جمعية رفاق يسوع متّخذًا اسم فرنسيس تيمّنًا بفرنسيس الأسيزي ومحبة بالسلام والفقراء. في الواقع إنّ روما لم تحظَ يومًا ببابا غير أوروبي منذ انتخاب البابا السوري غريغوريوس الثالث في القرن الثامن.
أشار البابا المتخَب يومئذٍ لأهل الصحافة بُعيد أيام على انتخابه أنّ اسم فرنسيس هو اسم السلام وأخبر كيف أنّ رئيس أساقفة ساو باولو كان يقف إلى جانبه وعندما وصلت الأصوات إلى الثلثين عانقه وهمس في أذنه: “لا تنسَ الفقراء!” من هنا، فكّر البابا مباشرة بقديس أسيزي مشيرًا إلى أنه رجل الفقر ورجل السلام!
بالنسبة إلى البابا فرنسيس على الكنيسة أن تتحلّى بالشجاعة والحماس الكبير للتبشير بالإنجيل مؤكّدًا بأنّ “على الكنيسة أن تترك كلّ شيء وتنظر إلى الأطراف” وهنا لا يعني بالأطراف الجغرافية من العالم بل بالتأكيد التوجّه إلى أضعف الضعفاء والأشخاص المهمّشين والتقرّب من كلّ الأشخاص الغارقين في الخطيئة والألم والظلم والجهل. تعاني الكنيسة من المرض عندما لا تبشّر فتغرق “بالنرجيسية اللاهوتية: وهي نظرة تبعد العالم منها وتبيّن وكأنّ يسوع المسيح هو لها فحسب من دون أن تخرجه إلى الغير”.
في الواقع، فكّر الكرادلة ببرنامج كبير وعظيم قبل اختيار البابا فرنسيس ولم يخطئوا الاختيار أبدًا فبإلهام من الروح القدس أثمر برنامجهم البابا فرنسيس، بابا الفرح والفقراء والسلام. استهلّ الإصلاح بدءًا “بفرح الإنجيل” مرورًا باليوبيل الاستثنائي للرحمة وهي خبرة استثنائية ومفاجئة تنعّمت بها الكنيسة فيها عانقت الرحمة بهدف أن يصبح كل مسيحي وبالأخص الشبيبة في سينودس 2018 “رحومين” بدورهم حيث يعيشون في حياتهم اليومية. وتتابع مسيرة الرحمة والتبشير وصولاً إلى زيارة البابا إلى فاطيما لمناسبة المئوية الأولى للظهورات في أيار المقبل.
والسرّ؟ الاستسلام للروح القدس والإصغاء إلى كلمة الله بحسب ما كتب على التغريدة التي نشرها على حساب تويتر في 13 آذار 2017: “الروح القدس يقودنا نحو مسيرة حقيقية من الاهتداء من أجل إعادة اكتشاف عطية كلمة الله”. وأما على انستغرام فقال: “من فضلكم واصلوا الصلاة من أجلي”.