“إنّ الروح القدس لا يقول أبداً “أنا”، ولا ينطق بصفة المتكلّم، ولا يدّعي تأسيس عمله الخاص، بل يشير ببساطة إلى المسيح. وهكذا، لا يكون التفخيم الذي يُعطى اليوم للروح القدس يُبعِد عمل المسيح”. هذا ما أكّده الأب رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسوليّة، خلال عظته الأولى الخاصّة بالصوم، والتي ألقاها يوم الجمعة 10 آذار في كنيسة القصر الرسولي، بغياب البابا وأعضاء الكوريا الرومانيّة الذين كانوا ينهون رياضتهم الروحية السنوية.
أمّا العظة الأولى من عظات أيّام الجمعة في الصوم فقد كان عنوانها “الروح القدس يُدخلنا إلى سرّ سيادة يسوع”، وقد توقّف الواعظ عند دور الروح القدس في معرفة المسيح.
كما وتطرّق كانتالاميسا إلى “جديد” ظاهرة العنصرة والتجدّد بالروح القدس الذي أدّى إلى “تجدّد في علم الظواهر الروحيّة، انطلاقاً من اختبار الروح وهباته”. وتساءل الكاهن الكبوشي “أيّ معلومة عن المسيح سترتسم في هذا الجوّ الروحي واللاهوتي الجديد؟” قبل أن يجيب: “إنّ أكبر واقع يحمل معان ليس اكتشاف وجهات النظر الجديدة والمنهجيّات، بل إعادة اكتشاف الحقيقة الأولية للإنجيل، ألا وهي أنّ يسوع المسيح هو الرب! إنّ سيادة يسوع هي عالم جديد ندخل فيه عبر عمل الروح القدس”.
وتابع كانتالاميسا قائلاً إنّ هذا الاكتشاف الخاصّ بيسوع هو التجدّد والنعمة التي يعطيها الله للكنيسة في أيّامنا هذه. “إنّ القفزة النوعيّة التي يجعلنا الروح القدس نخطوها ضمن مجال معرفة المسيح، تكمن في واقع الإعلان أنّ يسوع المسيح هو الباب الذي يوصلنا إلى معرفة المسيح القائم من بين الأموات والحيّ، وليس المسيح “الشخصية”، بل المسيح “الإنسان”. وبكلمات أخرى، ليس مجموعة فرضيّات وعقائد وهرطقات، بل شخص حيّ وموجود دائماً مع روحه”.