سيجري التبرّع السنوي للأراضي المقدسة يوم الجمعة العظيمة في 14 نيسان 2017 بحسب ما ذكّر الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية، في رسالة وجّهها إلى كل أساقفة العالم ناقلاً إليهم امتنان البابا للمتبرّعين الأسخياء. بالنسبة إلى الكاردينال ساندري، يحتاج الوجود المسيحي في الشرق الأوسط أن يشعر بدعم وقرب الكنيسة منه.
الكنيسة أم أورشليم
دعا الكاردينال باسم البابا إلى “السخاء” و”إلى القيام بمساعدة اقتصادية ملموسة” والصلاة من دون توقّف على نية المسيحيين في تلك المناطق. إنه الرابط الأخوي الذي يجمع الكنيسة الجامعة بالكنيسة الأم في أورشليم”. وأشار إلى أنه ليس أمرًا سهلاً بالأخص في العراق وسوريا ومصر حيث يختبر المسيحيون “مسكونية الدم” التي دائمًا ما يتحدّث عنها البابا فرنسيس.
شدد الكاردينال ساندري على أنه من واجب المسيحيين “أن يجاهدوا كلّ يوم” ضد تجربة ترك أرضهم أو حتى “إيمانهم الخاص”. وأضاف بأنّ الحالة هي مماثلة في بلدان أخرى من المنطقة حيث غالبًا ما يخضع المسيحيون للعنف والتمييز التي تهدّد حياتهم اليومية. المحافظة على الرجاء هو أمر صعب وبالغ الأهمية في الوقت نفسه.
الأماكن المقدسة، المستشفيات والمدارس
ذكّر الكاردينال أنّ البابا فرنسيس بنفسه طلب إعادة تأهيل بازيليك المهد في بيت لحم وقبر المسيح في القدس أثناء اجتماعه بالمسؤولين عن أعمال المساعدة في الكنائس الشرقية (ROACO) في شهر حزيران الفائت. شجّع البابا على حضور الكنيسة في الأراضي المقدسة والاعتناء بالأماكن المقدسة والأديار من خلال جمع الأموال يوم الجمعة العظيمة. أكّد أنّ الأعمال جارية بفضل الهبات التي يقدّمها الكاثوليك وغير الكاثوليك من أجل الحفاظ على “تراث المسيحية”.
إنّ السخاء يساعد الجماعات الكاثوليكية في الأراضي المقدسة والجماعة اللاتينية في القدس وحراسة الأراضي المقدسة وغيرها من الجماعات الشرقية ويسمح للرهبانات والجمعيات المحلية أن تساعد الفقراء بشكل ملموس وكلّ المتألّمين نتيجة كلّ إثنية وطائفة من دون تمييز.
كما ويساعد هذا التبرّع بالمال على مساعدة الخدمات الرعوية في الرعايا مع إيلاء اهتمام خاص “بالفقراء” والمدارس وأماكن لقاء المسيحيين بالمسلمين من أجل التحضير معًا لمستقبل يسود فيه الاحترام والتعاون، المدارس والمستوصفات ومراكز الاستقبال التي تأوي المتألّمين والمحتاجين والاجئين وكلّ الأشخاص من أعمار مختلفة والأديان الذين ضربهم ذعر الحرب.
هذا وسيعود هذا التبرّع بالفائدة على آلاف الأطفال والشبيبة الذين هربوا من العنف والاضطهاد في سوريا والعراق واستُقبلوا في المدارس المسيحية في بلدان مجاورة. ثم ختم الكاردينال ساندري رسالته متمنيًا للمسيحيين بأن يكونوا “صانعي سلام” راجيًا أن يسكن السلام في قلوبهم بالأخص في قلوب إخوتنا وأخواتنا في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط.