“بهدف تفادي الصراعات والحروب، إنّ الحوار ضرورة حقيقية وليس خياراً: لا يمكن أن يكون هناك سلام في العالم بلا حوار، خاصّة بين المؤمنين الذين يشكّلون أغلبيّة البشريّة اليوم”. هذا ما أكّده المونسنيور ميغيل أنخل أيوسو غيكسو، خلال المؤتمر الدولي الخامس لمركز الأبحاث حول التشريع الإسلامي والأخلاقيّات، والذي حصل في 18 و19 آذار 2017 في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أكّد أمين عام المجلس الحبري للحوار ما بين الأديان أنّه في جميع الديانات، “هناك كنز من القيم التي يمكنها أن تساهم في بناء عالم من العدل والأخوّة والازدهار”.
في السياق عينه، قدّم ممثّل الكرسي الرسولي مداخلة حول موضوع “أخلاقيّات الصراع والمقاومة: نحو مقاربة ناقدة للجهاد والحرب العادلة”. كما وأشار إلى القيم المشتركة الخاصّة بالمؤمنين من حول العالم، بصفتهم ذوي إرادة حسنة، مدعوّين إلى أن يمدّوا أيديهم لبعضهم البعض وإلى أن يتعاونوا لأجل الخير العام.
وشجب غيكسو ميول التطرّف على أنّها من بين التهديدات الأخطر للسلام وللأمن في العالم، “وهي أساس الحركات الأصوليّة التي تُدخل التغييرات الأساسية وغير المتوقّعة، فارِضة بذلك سياسات متشدّدة وعنيفة، وخالِقة بيئة لا يمكن أن يتواجد فيها التفاهم وتقبّل الآخر”.
كما وأشار الأسقف إلى أنّ الحوار يمكنه أن يخلق مدرسة للبشريّة، كما وأنّه قد يصبح وسيلة للوحدة تساهم في بناء مجتمع أفضل مبنيّ على الاحترام المتبادل. وتمنّى غيكسو أن يفهم الجميع أنّ أيّ شكل من أشكال الحرب لا يتناسب مع الأخلاقيّة الدينية الحقيقية.