حذّر البابا اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا من قساوة القلب داعيًا إلى عدم “صمّ الآذان” عن صوت الله مثل “كاثوليك ملحدين”. وقال: “عندما لا نتوقّف من أجل الإصغاء إلى صوت الرب، ينتهي بنا الأمر بالابتعاد، نبتعد منه، ندير له ظهرنا. وإن لم نصغِ إلى صوت الرب فسنصغي إلى أصوات أخرى”.
وتابع البابا بحسب ما أتى على موقع إذاعة الفاتيكان في قسمها الإيطالي: “نصبح أصمّاء: أصمّاء على كلمة الله. إن توقّفنا كلّنا هنا قليلاً ونظرنا إلى قلبنا، فغالبًا ما سنرى أننا أغلقنا آذاننا وكم من مرّة أصبحنا أصمّاء”.
أصمّاء على كلمة الرب
“عندما نرى أنّ شعبًا، جماعة، ولنقل أيضًا جماعة مسيحية، رعية، أبرشية تصمّ آذانها عن كلمة الرب وتبحث عن أصوات أخرى، أسياد آخرين فتنتهي بأصنام هذا العالم، الدنيوية التي يقدّمها المجتمع. تبتعد عن الرب الحي”.
إنّ القلب الذي لا يصغي يصبح “قاسيًا أكثر فأكثر، منغلقًا على ذاته إنما قاسيًا وعاجزًا عن تلقّي أي شيء؛ لا يشعر بالانغلاق فحسب بل بقساوته أيضًا. هو يعيش في هذا العالم، في هذا الجوّ الذي لا يدرّ عليه بالفائدة. هو يبتعد من الله شيئًا فشيئًا”. وأوضح البابا: “إنّ هذين الأمرين – عدم الإصغاء إلى كلمة الرب والقلب القاسي المنغلق على نفسه يجعلانا نفقد المصداقية ونصبح كاثوليك غير أوفياء، كاثوليك وثنييين أو أسوأ حتى، كاثوليك ملحدين لأننا فقدنا مرجع المحبة لله الحي”.
التباس بين الخير والشرّ
فسّر البابا بأنّ قلّة الوفاء تقود إلى “نوع من أنواع الالتباس، لا نعلم أين الرب، نخلط بين الشيطان والله” وكما ذُكر في الإنجيل (لوقا 11: 14-23) حيث اتُّهم يسوع بأنه يتواطأ مع الشياطين: “إنه تجديف. التجديف هو الكلمة الأخيرة في هذه المسيرة الذي يبدأ بعدم الإصغاء مما يجعل من القلب قاسيًا ويقود إلى “الارتباك وينسيك الوفاء للرب وفي النهاية تجدّف”.
في الختام، دعا البابا إلى القيام بفحص ضمير: “يجب على كلّ واحد منا أن يسأل نفسه: “هل أتوقّف للإصغاء إلى كلمة الله، هل أحمل الإنجيل بين يديّ ويحدّثني؟ هل تصلّب قلبي؟ هل أشعر بأني بعيد عن الرب؟ هل خنت الرب وأعيش مع أصنام تقدّم لي الدنيوية يوميًا؟ هل فقدت فرح الاندهاش بلقائي الأول مع يسوع؟ اليوم هو مناسبة للقيام بهذا الإصغاء. لنسأل الرب هذه النعمة: نعمة الإصغاء حتى لا يتصلّب قلبنا”.