لمناسبة زمن الصوم، حثّ البابا فرنسيس على إعادة اكتشاف “نور العماد واعتماد تغيير جذري لذهنيتنا” في خلال التبشسر الملائكي يوم الأحد 26 آذار 2017 ثم حذّر الحاضرين الذين قارب عددهم 25 ألف شخص من تجربة الاتكال على “الأنوار الصغيرة التي نتلمّسها في الظلمة بالأخص الأنوار المخادعة الصادرة عن الأحكام المسبقة التي تشوّه الحقيقة وأنوار المصالح الخاصة”.
أطلّ البابا من نافذة القصر الرسولي ليستهلّ التبشير الملائكي متأمّلاً بإنجيل اليوم وهو نص شفاء الأعمى منذ الولادة. وفسّر البابا أنّ الأعمى يمثّل كل واحد منا، نحن العميان بسبب خطيئتنا. وتابع البابا: “على المعمّدين أن يتعاملوا “كأبناء النور وهذا يتطلّب منهم تغييرًا جذريًا لذهنيتنا، التحلي بالقدرة على تقييم الأشخاص والأشياء وفق سلّم قيم جديد من عند الله. علينا أن نتشجّع على التخلّي عن الأنوار المزيّفة بدءًا من إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين لأنّ الحكم المسبق يشوّه الحقيقة ويملأنا نفورًا تجاه من نحكم عليهم من دون رحمة وندينهم نهائيًا. عندما نتحدّث عن الآخرين بالسوء فنحن إذًا لا نسير في النور بل في الظلمة”.
ثم ذكّر البابا بنور آخر زائف وهو المصلحة الذاتية التي تقيّم الأشخاص والأمور على أساس مصلحتنا الشخصية ولذّتنا ومكانتنا. ثم دعا البابا إلى القيام بفحص ضمير سائلاً: “هل تؤمنون أنّ يسوع هو ابن الله؟ هل تؤمنون أنّ الله قادر غلى تغيير قلوبكم؟ هل تؤمنون أن يستطيع أن يريكم الحقيقة كما يراها هو وليس كما ترونها أنتم؟ هل تؤمنون أنه هو النور وأنه هو من يعطينا النور لحقيقي؟
وكان قد ذكر البابا في سياق آخر أنه زار شمالي إيطالي يوم السبت وقال: “أودّ أن أشكر الكاردينال رئيس الأساقفة أنجيلو سكولا وكل شعب ميلانو على استضافتهم لي. شعرت بصدق أني في داري وكل ذلك بفضل المؤمنين وغير المؤمنين. أنا أشكركم كثيرًا يا شعب ميلانو العزيز وسوف أبوح لكم بأمر: لقد طبّقتم بحق ما يقال عنكم بأنكم تستقبلون بحفاوة.
في الواقع، استقبلت عائلات البابا في خلال زيارته إلى ميلانو في حي فقير: عائلتان إيطاليتان وعائلة مغربية مسلمة. وفضلاً عن زيارته للمكرّسين والكهنة توجّه إلى سجن سان فيكتور حيث تناول طعام الغداء مع المعتقلين.