“لا يمكننا بوجه العديد من الأوضاع الأليمة أن نبقى متفرّجين ينظرون إلى السماء بانتظار توقّف المطر”. هذا ما حثّ البابا المؤمنين عليه، خلال الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة الخاصة بعيد البشارة من متنزّه مونزا في ميلانو شمال إيطاليا يوم السبت الماضي. ومع إدانته “التنظير” الكثيف في العالم، بحسب ما كتبته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، شجّع البابا على الإيمان “بإمكانية تحقيق المستحيل”.
تعليقاً على إنجيل بشارة مريم، قال الحبر الأعظم في عظته التي ألقاها على مسامع حوالى مليون شخص: “لقد استمعنا إلى الإعلان الأهمّ في تاريخنا: بشارة مريم… ومع الإعلان عن مجيء المسيح، لا شيء ولا أحد ولا أيّ وضع محروم من وجود الله. على مثال مريم، يمكن أن نرتبك ونسأل “كيف يكون هذا” في زمن التنظير والتكهّنات هذا، إذ نطرح أسئلة حول الشباب ومستقبلهم، وحول الفقراء والمهاجرين والحياة والعمل والعائلة… وكلّما طرقت المعاناة أبواباً عديدة، ازدادت التكهّنات”.
من هنا، أعطى أسقف روما ثلاثة مفاتيح تكلّم عنها الملاك جبرائيل كي لا نفقد الأمل: “الذاكرة لئلّا نبقى سجناء الخطابات التي تزرع الانقسامات كطريقة وحيدة لحلّ الصراعات، الانتماء إلى شعب الله الذي لا يخشى اعتناق الحدود والترحيب بمن هو بحاجة إلى ذلك لأنّه يعرف أنّ سيّده موجود هنا، والإيمان بإمكانية تحقيق المستحيل”.
أمّا شرح المفتاح الثالث فلخّصه البابا بالتالي: “عندما نعتقد أنّ كلّ شيء يتعلّق حصرياً بنا، نبقى سجناء لقدراتنا؛ فيما عندما نكون مستعدّين للسماح للآخر بمساعدتنا وبإسداء النصائح لنا، وعندما ننفتح على النعمة، يبدو لنا أنّ المستحيل يبدأ بالتحوّل إلى واقع”.