إنّ عالم التكنولوجيا الذي يتغيّر باستمرار يتغلغل في كلّ ناحية من أنحاء الحياة، بما فيها فسحات العمل وحتّى الكنيسة، ممّا دفع بكاهن إلى إجراء مقابلات مع خبراء، وجمعها في كتاب لمحاولة اكتشاف كيف تؤثّر التكنولوجيا على كلّ شيء.
أمّا الشركات التي توجّه إليها الأب فيليب لاري لإجراء مقابلاته، بناء على ما ورد في مقال نشره موقع romereports.com الإلكتروني، فقد تراوحت بين شركات للتكنولوجيا والإعلانات والإعلام.
يقول مؤلّف كتاب Connected World إنّه يحاول تصميم التكنولوجيا “كي تصبح أكثر تكيّفاً مع الإنسان، وليس العكس. وفي هذا، ثمة الكثير من القيم كالشفافية والصدق والحفاظ على الخصوصيّة وسلامة المعلومات بشكل تام، ليس المعلومات الخاصة فحسب، بل معلومات الشركات التي تكون عرضة للقرصنة أو للتسريب. إنّ وضع الإنسان في وسط التكنولوجيا كان أساس الفكرة خلف التصميم”.
في السياق عينه، أشار الكاهن إلى أنّ هذه القيم في التكنولوجيا يتمّ جمعها في ما يُسمّى “شرعة القيم الرقميّة”، والتي سيتمّ عرضها وتقديمها خلال حدث في روما خلال شهر تشرين الأول المقبل. ومنذ الآن، يناقش المحترفون ماهيّة هذه القيم، كلّ في مجال عمله الخاصّ.
ومن بين الأشخاص الذين أجرى معهم المؤلّف مقابلات، مارتشيلا لوغلي مديرة مؤسسة “تيم” التي صرّحت قائلة: “أظنّ أنّ التكنولوجي اليست علاجاً لكلّ شيء ولا تحلّ جميع المشاكل، لكنّها تساعد في مشاطرة ممارسة القيم. ويمكن لهذا الأمر بطريقة ما أن يساهم في تحسين زمننا، لا سيّما عبر الحصول على مدارس أكثر أماناً وإمكانيّة البحث عبر شبكة الإنترنت بطريقة أكثر أماناً، والاستفادة من مشاريع اجتماعية”؛ مع الإشارة إلى أنّ هذه القيم هي نواة المسيحية.
من ناحيته، ودائماً ضمن إحدى المقابلات، قال ديريك دي كيركوفي وهو أستاذ في جامعة تورونتو: “إنّ القيم الأساسية التي نتكلّم عنها هي التي يدعمها نوع جديد من الحساسية حيال الأمور. وفي النهاية، القيم التي ستفوز هي القيم المسيحية”.
بلا شكّ، التكنولوجيا موجودة لتبقى، إلّا أنّ النضال يكمن في إيجاد الطرق المناسبة لاستخدام الأنظمة التي تنفع المجتمع والبشرية بدون أن تؤذيهما.