“إنّ زيارة المساجين هي مهمّة الأسقف”، هذا ما أعلنه البابا فرنسيس ضمن مقابلة للجريدة الإيطالية “لا ريبوبليكا” نُشرت بتاريخ 13 نيسان، سنوردها لكم في ثلاث مقالات متلاحقة.
قلبنا سيصبح بشرياً أكثر
ضمن المقابلة المذكورة، ذكّر البابا بالجملة الواردة في الإنجيل “كنت مسجوناً فزرتموني”، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت. وهكذا، فإنّ وصيّة يسوع تُطبّق على كلّ منّا، خاصّة على الأسقف الذي هو والد الجميع. وفيما يقول البعض: “إنّهم مذنبون”، قال الحبر الأعظم إنّه يجيب بجملة يسوع: “من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر”. وأضاف: “فلننظر إلى أنفسنا ولنبحث عن أخطائنا، وعندها سيصبح قلبنا بشريّاً أكثر. بصفتنا كهنة وأساقفة، يجب أن نكون دائماً في الخدمة. وكما قلت ذلك خلال زيارة لسجن قمت بها في أوّل خميس غسل بعد انتخابي، هذا واجب ينبع من قلبي”.
كاردينال أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان… مجهول
خلال المقابلة أيضاً، ذكّر الأب الأقدس بمثال الكاردينال كازارولي الذي أوحى بزيارة فرنسيس إلى “كازال ديل مارمو” عام 2013: “إنّ مثال أغوسطينو كازارولي الذي مات عام 1998 بعد أن كان أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان وكاردينالاً، علّمني الكثير. ككاهن، وطوال سنوات، كان يخدم في سجن للقاصرين، وكلّ يوم سبت كان يختفي، فيما كان يُقال عنه “إنّه يرتاح”. أمّا هو فكان يصل في الباص حاملاً حقيبة العمل، وكان يلازم الشباب ليستمع إلى اعترافاتهم ويلعب معهم. كانوا يسمّونه “دون أغوسطينو” لأنّ أحداً لم يكن يعرف من هو. وعندما استقبله البابا يوحنا الثالث والعشرين بعد زيارته الأولى لبلدان الشرق ضمن مهمّة خلال الحرب الباردة، سأله: هل تتابع رؤية الشباب؟ فأجابه: نعم. عندها، قال البابا الراحل: أطلب إليك أن تسدي إليّ خدمة؛ لا تتخلَّ عنهم أبداً. وكانت تلك الوصيّة التي تركها “البابا الطيّب” لكازارولي”.
يمكن للجميع أن يخطئوا
دعا الحبر الأعظم خلال المقابلة أيضاً إلى التخلّي عن الرياء حيال المساجين. “أحياناً، يدفعنا الخبث إلى عدم رؤيتنا في المساجين إلّا أشخاصاً ارتكبوا أخطاء عقابها السجن. لكنني أكرّر أنّه يمكن للجميع أن يخطئوا… والخبث لا يجعلنا نفكّر في إمكانية تغيير الحياة، فهناك القليل من الثقة في إعادة التأهيل والدمج في المجتمع. لكن بهذه الطريقة، ننسى أننا جميعنا خطأة، وأننا غالباً ما نكون سجناء بدون أن ندرك ذلك، بما أننا نبقى منغلقين في أحكامنا السابقة وفي قوانين تُبعد عنّا الأشخاص والحقيقة التي تولّد الحرية… أمّا الإشارة بالإصبع إلى من أخطأ فلا يمكنها أن تصبح حجّة غياب لإخفاء تناقضاتنا الخاصّة”.