“اضطهاد المسيحيين، حماية العائلة والقيم المسيحية الأخرى، تقييم الإنسان في جميع نواحي الحياة، تلك هي المسائل الملحّة التي يمكن للأرثوذكس والكاثوليك أن يعملوا معاً عليها، لا بل عليهم ذلك، بهدف إعطاء جواب أكثر فعالية حيال تحديات الحضارة المعاصرة”. هذا ما أعلنه المتروبوليت هيلاريون فولوكولامسكي رئيس قسم العلاقات الخارجية الكنسية لبطريركية موسكو، ضمن مقابلة أجرتها معه الوكالة الإيطالية أسكانيوز.
وبناء على ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، أشار المتروبوليت إلى أنّ لقاء البابا فرنسيس والبطريرك الروسي كيريل في شباط 2016 “كان قد أبرز الاتفاقية الموجودة بين الكنيستين حول المسائل الأكثر إلحاحاً في زمننا”. وأشار مساعد البطريرك الروسي إلى أنّ لقاء رئيسي الكنيستين في كوبا أصبح أحد أهمّ الأحداث وأكثرها استثنائية في تاريخ العلاقات الثنائيّة بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
كما وأضاف المتروبوليت أنّ اللقاء في كوبا اعتُبر وعن جدارة “تاريخياً”، لأنّه كان أوّل لقاء بين رئيسَي الكنيستين، ولأنّ “مستوى الثقة والتفاهم الذي بلغته الكنيستان والذي يفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الكاثوليكية/الأرثوذكسية أصبح واضحاً”.
وختم المتروبوليت كلامه قائلاً إنّ البابا وبطريرك موسكو أقرّا أنّ هناك مسائل لاهوتيّة ما زالت عالقة بين الكنيستين، وقد عبّرا عن أملهما بأن ينتج لقاؤهما عن التوصّل إلى تفاهم مشترك، وأن يساعد على تخطّي الأحكام المسبقة المتراكمة. “في الكنيستين، هناك فهم لواقع الظروف التي يعيشها مسيحيّو اليوم، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها البشريّة. وهذه الظروف تجبر الأرثوذكس والكاثوليك على البحث عن تعلّم العيش معاً، والعمل معاً للدفاع عن القيم المشتركة”.