لنتأمل معاً بفتاة تقول دائماً إلى الشاب التي تحبه، بأنها تحبه دائماً، وتغني له دائماً الأشعار والأقوال الرائعة، تتكلم معه دائماً عن حبّها الرائع له، وتتباهى أمام الناس دائماً عن حبّها الكبير له. وكل مرة يقول لها الشاب أريد الزواج منك، تتهرب دائماً من الجواب. ولكن الغريب بهذه الفتاة دائماً لديها طلب، كل مرة تطلب شيء، وتقول له أنا أحبك، وإذا كنت تحبني، أريد سيارتك، إذا كنت تحبني أريد مالك، إذا كنت تحبني أريد بيتك،… الغريب أنها تطلب كل شيء بالتقسيط، مع أنها لو طلبته هو بالذات، كانت ستحصل على كل شيء دفعة واحدة، إذا أخذته كعريس، تلقائياً ستأخذ كل ما لديه بنفس الوقت ودفعة واحدة.
بعلاقتنا مع الله، نشبه تلك الفتاة كثيراً، نقول دائماً له بصلاتنا بأننا نحبه، وننشد له دائماً الأشعار والأقوال الرائعة وأجمل التراتيل والأناشيد الروحية لدرجة نذرف دموعنا من روعتها، نتكلم معه دائماً عن حبنا الرائع له، ونتباهى أمام الناس دائماً عن حبنا الكبير له. وكل مرة يقول لنا الرب أريد قلبك، نتهرب دائماً من الجواب. والغريب بصلاتنا نطلب دائماً عطاياه وليس هو، نطلب المال، نطلب الصحة، نطلب القوة. غريب أنت أيها الإنسان، تطلب دائماً عطايا الله ولا تطلب صاحب العطايا. يقول يسوع “اطلبوا ملكوت الله وبرّه وكل شيء يزاد لكم”.
مثلاً، تصلّي الأم لأولادها بأن يهبهم الله الصحة، هذا عظيم، ولكن الأعظم أن تصلي ليكون الله حاضر في حياتهم، أن يكون الله حاضر وليس فقط العطية، لأن عند حضور الله في حياتهم، سيهبهم كل شيء، طالما حضر العريس فالعروس ستحصل على كل شيء، عندئذ، سيحصلون على الصحة، المال، القوة، السعادة…
أخي الإنسان، دائماً بصلاتك أطلب حضور الله الشخصي في حياتك، أو حياة الآخر، في عملك أو في بيتك، وعند حضور الله ستحصل على النعم أجمع وسيهبك كل ما هو خير لك، أطلب منهأان يسكن شخصياً قلبك، وليس فقط عطاياه. حصولك على العطية لا يعني حصولك على الله، أما حصولك على الله، يعني حصولك على عطاياه أجمع.
أصلّي اليوم لكي يكون الله حاضر دائماً في حياتكم. آمين.
