وصل البابا اليوم إلى مصر حاملاً معه رسالة السلام والتعزية وتحت شعار “بابا السلام في مصر السلام” توجّه إلى مركز المؤتمرات في الأزهر والتقى بالمشاركين في المؤتمر العالمي للسلام وهم القادة الدينيين في مصر.
ننقل إليكم أبرز ما أتى في كلمة البابا خلال اللقاء: “(…) تتحول التربية في الواقع إلى حكمة حياة عندما تكون قادرة أن تدفع الإنسان بتواصل مع الذي يجعله يسمو ومع ما يحيط به، لإعطاء أفضل ما لديه فتكوّن هويات غير منطوية على ذاتها. الحكمة تبحث عن الآخر فتتخطى خطر التشدد والانغلاق بما أنها منفتحة وفي حركة دائمة ووديعة ومجتهدة في الوقت عينه. إنها تعرف كيف تقيّم الماضي وتضعه في حوار مع الحاضر ولا تستغني عن إيجاد تفسير مناسب له. …. الحكمة تتعلّم من الماضي أنه لا يصدر من الشرّ سوى الشرّ ولا يصدر من العنف سوى العنف في دوّامة تتحوّل في نهاية المطاف إلى سجن.
هذه الحكمة ترفض شهوة التعدي وتركّز على كرامة الإنسان، الثمين في عينيّ الله وعلى أخلاقيات تليق بالإنسان رافضة الخوف من الآخر ومن المعرفة بواسطة الوسائل التي وهبها الخالق للإنسان!”
وأضاف البابا: “إنّ التربية على الانفتاح باحترام وعلى الحوار الصادق مع الآخر مع الاعتراف بحقوقه وبالحريات الأساسية لاسيما الحرية الدينية منها، تشكّل الطريق الأفضل لبناء المستقبل معًا حتى نكون بناة حضارة. إنّ البديل الوحيد لثقافة اللقاء هو ثقافة الصدام. من الضروري كي نواجه فعلاً بربرية من يحرّض على الكراهية والعنف، أن نرافق ونقود إلى النضوج أجيالاً تجيب على منطق الشرّ المحرّض بنمو صبور للخير: شبابًا مثل الأشجار الراسخة، يكونون متجذّرين في أرض التاريخ ويحوّلون يوميًا فيما ينمون صوب العليّ وجنبًا إلى جنب مع الآخيرن جوّ الكره الملوّث إلى أكسجين الأخوّة”.