Le pape et le patriarche Tawadros © L'Osservatore Romano

مصر: شراكة فعّالة تكبر يومياً بين المسيحيين

لقاء البابا فرنسيس ببطريرك الأقباط الأرثوذكس

Share this Entry

مساء البارحة، وضمن زيارة البابا الرسولية إلى مصر، توجّه الحبر الأعظم إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس حيث استقبله البابا تواضروس الثاني، وتلا الاستقبال لقاء خاص بين الرجلين وتبادل للكلمات وتقديم البابا فرنسيس هديّتين، هما كناية عن أيقونة “والدة الإله وأمّ الحنان” وتمثال برونزيّ للقديس فرنسيس الأسيزي. وبحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، بعد تلاوة الرجلين كلمتيهما، وقّع البطريرك والبابا على إعلان مشترك يلغي معمودية ثانية للكاثوليكي الذي سيصبح أرثوذكسياً (على أن نعرض بنود الإعلان المشترك في مقال آخر).

وبعد توقيع الإعلان المشترك، توجّه البابا والبطريرك في مسيرة إلى كنيسة البطرسية القريبة من مقرّ البطريركية، لأجل صلاة مسكونية، حيث كان موجوداً البطريرك برتلماوس وبطاركة وأساقفة آخرين، تلا كلّ واحد منهم تطويباً في لغته، قبل تلاوة صلاة صغيرة. من ناحيته، طلب الأب الأقدس إلى الله أن يبارك “أخاه” البطريرك القبطي و”جميع إخوته الأساقفة” الموجودين، طالباً إلى المسيح أن “يقود مسيرتهم ليصلوا معاً إلى المذبح”. ثمّ صلّى الجميع الأبانا، وتوجّهوا إلى “حائط الشهداء” ليكرّموا من سقطوا في 11 كانون الأول 2016. وقد صلّى البابا وأشعل شمعة ثمّ وضع أزهاراً.

أمّا فيما يختصّ بالكلمة التي ألقاها الحبر الأعظم، فبالنسبة إليه، هناك بين المسيحيين “ليس فقط مسكونية مصنوعة من التصرّفات والكلمات والالتزامات، بل شراكة فعّالة تكبر كلّ يوم في العلاقة الحيّة مع الرب يسوع، وهي تتجذّر في الإيمان المُعلَن والمرتكز على معموديّتنا وعلى كوننا مخلوقات جديدة في المسيح”. وقد أصرّ أسقف روما على مسكونيّة الدم في كلمته قائلاً “إنّ الرب يحثّنا دائماً على التقدّم مع مجموعة القدّيسين والشهداء… وكم من شهيد في هذا البلد، منذ أوائل القرون، عاش الإيمان ببطولة وسفك دمه كي لا ينكر المسيح ويخضع للشرّ أو لتجربة مبادلة الشرّ بالشرّ”.

وأسف الحبر الأعظم على دم الأبرياء الذي يُسفك، خاصّة وأنّ هذا الدم هو الذي يوحّد المسيحيين، متطرّقاً إلى جملة “لم يعد بإمكاننا أن نفكّر في أن يسير كلّ بسبيله، لأننا بذلك سنكون نخون إرادة يسوع الذي يريدنا واحداً كما هو والآب واحد. لم يعد بإمكاننا أن نختبىء خلف ادّعاءات اختلافات التفسيرات وقرون من التاريخ والتقاليد التي جعلتنا غرباء… معاً، نحن مدعوّون للشهادة للمسيح، وللإيمان عبر عيشه، لأنّ وجود يسوع يُنقَل مع الحياة ويتكلّم لغة الحبّ المجاني والمحسوس. سواء كنّا أقباطاً أرثوذكسيين أو كاثوليكاً، يمكننا دائماً أن نتكلّم لغة المحبّة المشتركة… المحبّة الأخويّة وشراكة المهمّة التي تفرضها علينا الكلمة الإلهيّة”.

وختم البابا كلمته متوجّهاً “لأخيه الحبيب للغاية” قائلاً: “ليهبنا الرب أن ننطلق اليوم مجدداً كحجّاج شرِكة وكمبشّري سلام… ولتأخذ بيدنا مَن رافقت يسوع وأطلق عليها التقليد اللاهوتي المصري العريق لقب والدة الإله، لتقودنا دوماً إلى المسيح”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير