أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لقد تأثّر التّلاميذ برؤية يسوع ينفرد و”ينغمس” في الصّلاة خصوصًا في الصّباح والمساء. لذلك وفي أحد الأيّام سألوه أن يعلّمهم أن يصلّوا. عندها نقل يسوع لهم تلك التي أصبحت الصّلاة المسيحيّة بامتياز: “صلاة الأبانا”. في الواقع، يقدّم لنا لوقا، مقارنة مع متى، صلاة يسوع بشكل مختصر، التي تبدأ بالدّعاء البسيط “أيّها الآب”. إنّ سرّ الصلاة المسيحيّة كلّه يُلخّص هنا، في هذه الكلمة: الشّجاعة بأن ندعو الله باسم الأب. لأننا عندما ندعوه كـ “أب” يضعنا هذا الأمر في علاقة انسجام معه، كطفل يتوجّه إلى أبيه، عالمًا أنّ أباه يحبّه ويعتني به. هذه هي الثّورة الكبيرة التي تطبعها المسيحيّة في نفسيّة الإنسان الدينيّة. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نحن لسنا وحدنا. يمكننا أن نكون بعيدين وعدائيّين ويمكننا أن نعلن أنّنا “بدون إله”. لكنّ إنجيل يسوع المسيح يُظهر لنا أنّ الله لا يمكنه أن يبقى بدوننا: هو لن يكون إلهًا أبدًا “بدون الإنسان”. هذا اليقين هو مصدر رجائنا الذي نجده محفوظًا في دعاءات “صلاة الأبانا” كلّها. وبالتالي فعندما نكون بحاجة لمساعدة ما، يقول لنا يسوع أن نتوجّه إلى الآب ونطلب منه بثقة لأنّه أب ينظر إلينا بمحبّة على الدّوام ولن يتركنا بالتّأكيد.
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللّغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ منالشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، في أيّة مرحلة من حياتنا، لا ينبغي علينا أن ننسى أنّنا نبقى على الدّوام أبناء لله، أبناء أب يحبّنا وينتظر عودتنا. حتى في أسوء حالات حياتنا الله ينتظرنا ويريد أن يعانقنا… ليبارككُم الرّبّ!