“لقد تمّ اختيارنا جرّاء الحب… أنتَ لم تختر، بل هو من اختارك”. هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا، والتي ألقاها لمناسبة عيد قلب يسوع الأقدس، مذكّراً المؤمنين بوجوب جعل أنفسهم “صغاراً” ليسمعوا الله. وحذّر البابا ممّن يتمتّعون بالفضيلة لكن ليس بالإيمان.
وبحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، علّق الأب الأقدس على القراءة الأولى الخاصة بالليتورجيا اللاتينية، لمّا قال موسى لشعبه: “أنت شعب مكرّس للرب إلهك: هو اختارك لتكون شعبه بين جميع شعوب الأرض. وإن تعلّق بكم الرب وإن اختاركم، فليس لأنّكم الأكبر عدداً، بل حبّاً بكم. الرب اختلط بنا على طريق الحياة، وهو من جعل نفسه سجيننا ومن ارتبط بحياتنا ولا يمكنه تركها، لأنّه يبقى مخلصاً”.
أنت لم تختر، بل هو اختارك
وأضاف البابا في عظته: “لقد تمّ اختيارنا بدافع الحبّ، وهذه هويّتنا. نقول: “لقد اخترت هذه الديانة”… لا، لم تختر شيئاً، بل هو من اختارك ومن ناداك. وإن لم نصدّق هذا ولم نفهم أنّها رسالة المسيح، فنحن لا نفهم الإنجيل. لقد أُغرم الله بصغرنا واختارنا لهذا، بل بالأحرى اختار الصغار وأظهر لهم نفسه… من هنا، إن أراد أحدكم فهم سرّ يسوع، فليجعل نفسه صغيراً وليعترف بأنّه ليس شيئاً”.
وبالنسبة إلى الحبر الأعظم، هذه هي مشكلة الإيمان: “يمكن أن نكون نتمتّع بفضيلة كبيرة، لكن مع القليل من الإيمان أو بدون إيمان حتّى. علينا أن نبدأ من هنا، من لغز يسوع المسيح الذي أنقذنا بإخلاصه لنا… إخلاص في الخيار وفي الصِغر، حتّى بالنسبة إلى نفسه”.
جعل أنفسنا صغاراً لسماع صوت الله
وتابع الأب الأقدس قائلاً: “من هم الصغار؟ يسوع يناديهم هكذا: تعالوا إليّ أيها المتعبين وأنا أريحكم. إنّهم صغار جرّاء آلامهم وتعبهم. ويسوع يختار الصغار ويناديهم”. ثمّ تساءل البابا: “لكن ألا ينادي الكبار؟” ثمّ أجاب: “إنّ قلبه مفتوح لكنّ الكبار لا يسمعون صوته لأنّهم يتبجّحون بأنفسهم ولا يتصاغرون. إنّ قلب يسوع ليس صورة تقوى، بل هو قلب الوحي وقلب إيماننا لأنّه تصاغر واختار هذا الطريق حتّى الموت، كي يتجلّى مجد الله”.
وختم الحبر الأعظم عظته قائلاً: “فلنكرّم قلب يسوع، القلب المخلص الذي يحبّ ويختار”، مشجّعاً الجميع على إنجاز أعمال الخلاص.