استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعيّة العامة لهيئة رواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد تعرّضت الكنائس الشرقية غالبًا لموجات اضطهاد رهيبة في شرق أوروبا كما في الشرق الأوسط. وقد أضعفت الهجرات القويّة حضورها في الأراضي التي كانت قد أزهرت فيها منذ عصور. أما الآن وبنعمة الله، عادت بعضها إلى الحريّة بعد مرحلة أليمة من الأنظمة التوتاليتاريّة وأخرى لاسيما في سوريا والعراق ومصر ترى أبناءها يتألّمون بسبب استمرار الحرب والعنف الذي يرتكبه الإرهاب المتطرّف. جميع هذه الأمور تجعلنا نعبر خبرة صليب يسوع: الذي هو سبب اضطراب وألم وإنما في الوقت عينه مصدر خلاص. كما قلت في اليوم التالي لانتخابي أسقفًا لروما: “إن سرنا بدون الصليب وبنينا بدون الصليب واعترفنا بمسيح بدون الصليب فلن نكون تلاميذًا للرب”.
تابع الأب الأقدس يقول لذلك أفرح أنّكم تمّكنتم من التأمُّل معًا حول الواقع المهمٍّ لتنشئة الإكليريكيين الأساسيّة وتنشئة الكهنة المستدامة. نحن ندرك في الواقع الخيار الجذري الذي يعبّر عنه العديد منهم وبطولة شهادة الالتزام التي يظهرونها إلى جانب الجماعات الممتحنة. إنَّ الجهد الذي ينبغي على مجمع الكنائس الشرقيّة والوكالات أن تستمرَّ في القيام به هو دعم المشاريع والمبادرات التي تبني بشكل حقيقي كيان الكنيسة. لذلك من الجوهري على الدوام أن نغذّي أسلوب القرب الإنجيلي: في الأساقفة لكي يعيشوه تجاه كهنتهم فيحمل عندها هؤلاء بدورهم حنان الرب للمؤمنين الموكلين إليهم.
أضاف الحبر الأعظم يقول لنشعر على الدوام أننا حجارة حيّة ملتصقة بالمسيح، حجر الزاوية! إنَّ الكنائس الشرقيّة تحفظ العديد من الذكريات والكنائس والأديار وأماكن القديسين والقديسات؛ وهذه الأمور كلها ينبغي حفظها والحفاظ عليها، بفضل مساعدتكم أيضًا، لتعزيز الحج إلى جذور الإيمان. لكن عندما يصعب علينا إصلاح الهيكليات والحفاظ عليها علينا أن نكون هيكلاً حيًّا للرب متذكّرين على الدوام أنّ “خزف” حياتنا قد كوّنته يدي “الخزّاف”، الرب الذي أفاض فيها روحه المحيي. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أكلكم إلى شفاعة أم الله الكليّة القداسة وأؤكِّد لكم صلاتي، أبارككم من كلِّ قلبي مع جماعاتكم وأبارك خدمتكم وأسألكم أن تصلّوا من أجلي.
المصدر: إذاعة الفاتيكان