في الثاني من شهر آب 2017، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهريّ في الكرسي البطريركي في الديمان، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلِّي الطوبى، ومشاركة الآباء العامّين، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:
1. هنَّأ الآباء مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية بنجاح الأيام العالميّة للشبيبة المارونية التي جمعت برعاية غبطة البطريرك ألفًا وستمائة شاب وشابة موارنة من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. وقد عاشوا معًا اختبارًا رائعًا من الصلاة والتفكير والمناقشة والفرح. ويشكر الآباء أيضًا سخاء المؤسسات والأفراد المتبرعين، والأبرشيّات والرهبانيات، والرعايا والأديار والعائلات التي استقبلت الوافدين من الخارج وأتاحت لهم الفرصة كي يعودوا إلى الجذور في لبنان وطنهم الروحي، ويتعرّفوا إلى العائلة اللبنانية وتقاليدها، وكي يعيشوا لبضعة أيّام تراث أبائهم وأجدادهم، ويصبحوا شهودًا له في عائلاتهم وأوطانهم الجديدة.
2. بعد أن احتفل لبنان أمس بذكرى تأسيس الجيش الثانية والسبعين، يهنّئ الآباء العماد قائد الجيش والضبّاط والرتباء والعسكريّين، ويتطلّعون إليهم في هذه الظروف الصعبة والدقيقة كحماة الوطن والدولة ومؤسساتها وشعبها، وبكلّ ثقة وتقدير لقدرات الجيش وتضحياته، راجين له دوام النجاح وبخاصّة في مواجهة الإرهاب في الداخل والجرود والحدود.
3.يستغرب الآباء السّير في إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي هي حقّ لمستحقّيها، ولكن على قاعدة فرض ضرائب يشكو الكلّ من مترتبّاتها ونتائجها، في وقت يعاني لبنان من ركود اقتصادي خطير. كما يستغربون تجاهل ما يفرض ذلك من أعباء مضاعفة على الاهل في القطاع التربوي الخاصّ بالرغم من التشديد على وحدة التشريع. لذلك يطالب الآباء المشرّعين بإعادة النظر في قانون السلسلة فتتحمّل الدولة أعباء هذه السلسلة في القطاعين العام والخاص، تفاديًا لتعريض القطاع التربوي والأمن الاجتماعي إلى مخاطر لا يستطيع مجتمعنا تحمّلها.
4. يلفت الآباء المسؤولين في الدولة الى ضرورة وضع خطّة شاملة للتعاطي بجدّية ومسؤولية مع ملفّ النازحين السوريّين. فعدم وجود هذه الخطّة سيكبّد الدولة اللبنانية خسائر أكبر على كلّ الصعد، وسيعقّد الوضع الداخلي أكثر فأكثر. ومع تمسّكهم بالموضوع الإنساني في قضية النازحين ، يرى الآباء أنّه غير المقبول أن يأتي على حساب البعد الكياني-الوطني. وهذا يتطلّب أن يبتعد الأفرقاء عن اتّباع أجندات خارجيّة، ويلتزموا أجندة لبنانيّة صرفة.
5. يرى الآباء أنّه من غير المقبول أن يُكشف ما يكشف في الإعلام وسواه من فساد وهدر، دون أن تتحرّك الأجهزة الرقابية والقضائية في الدولة، لأنّ اللعبة السياسية تفرض ذاتها كما لو أنّها قوة فوق القانون، فيضيّق على البريء وتؤخذ بحقّه تدابير جائرة في الوظيفة لأنّه اتبع ضميره المهني وما تلزمه القوانين، بينما الفاسد يحميه النافذون، والملفّات توضع طيَّ النسيان.
6. تحتفل الكنيسة هذا الشهر بعدد من الأعياد الهامّة، من عيد تجلّي الربّ، الى عيد انتقال العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد، الى أعياد عدد من القدّيسين والشهداء الكبار. فيدعو الآباء أبناءهم الى الاستعداد لهذه الأعياد بالصلاة والتقشف والتوبة، والإحتفال بها بالفرح الروحي وأعمال الخير والرحمة، ومشاركة عدد من أبنائنا المنتشرين، والدعاء الى الله أن يثبت الألفة والمحبة والسلام في وطننا ومنطقتنا المعذّبة، ويضع فيها حدًّا للحروب والدمار والإرهاب المستشري، بشفاعة أمِّنا العذراء مريم وجميع القدّيسين.