النّعمة هبة من الله.
تارةً يرسل لنا النّعمة من دون أن نطلبها، كالمطر المرسل من الأرض، وتارةً يرسلها كمن يعطي صدقة لفقير أي بالصّلاة،
حالة النّعمة تشبه الماء: الماء ينقّي وينظّف. الماء يثمر. الماء يروي ويرطّب ويبرّد.
يسوع صار إنسانًا ليشابهنا ونحن يجب أن نتشبّه به…
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّه ماء حياة… ماء يتفجّر ليحيي…. نعمة حياة أفاضتها العناية الإلهيّة في نفس” أبونا يعقوب” فملأ مجاوريه سيل محبّة ورأفة …
وهكذا نذر العمر … نذره سائرًا، والتماع الصّليب ينبض في قلبه أجمل التّرانيم، ويزيّن محيّاه بإشراقة أنوارٍ تعكس نعم الرّبّ …
اتّشح بجمال النّعم الإلهيّة، فعرف كيف يلمس المتألّم، ليلتمس منه رسالة المسيح…من خلاله بات هائمًا بالمحبّة الحقّة، تلك المحبّة الّتي أهدانا إيّاها المسيح، بالصّلب والقيامة…
عاش النّقاء والطّهر والقداسة، وارتوى بماء المسيح الحي، بماء يروي ويرطّب، بماء الشّفاء والخلاص…
لطالما اعتقد أنّ العالم سيتغيّر، عندما يتغيّر قلب البشر… ليصبح قلب الإنسانيّة، تلك السّاحة التّي تضخّ فيها الرّحمة والمحبّة أجمل ينابيع الخير والبركة…
عانق “أبونا يعقوب”جمال وجه الخالق وأمسك بصليب سبحته، وعدا بين أزقّة المصاعب، ليحوّل الأنانيّة والتّكبّر إلى واحات حبّ وفرح …عرف كيف يرمق المخلّص بنظرات الإيمان، ليستمدّ منه جمال نعمه، ويفيض على القريب إيمانًا ورجاء…
ونحن اليوم …لا نرى الآخرين إلّا من خلال ذواتنا…هل نرى في قريبنا جمال وجه يسوع؟؟؟؟ نثبت دومًا في حيّزٍ واحد، لأننّا لا نعرف العبور … لا نملك القدرة على عيش التّواضع والتّفاني، لأنّنا نختنق بين جدران يومياتنا المظلمة … ونترنّح بين هشاشة الأنانيّة والتّكبّر…. ليتنا نتمثّل بذاك الرّاهب الكبّوشيّ، ونرى جمال ما يهبنا إيّاه الرّبّ من خير ونعمٍ، لنفيض جمالًا أينما نكون….
فيكتوريا كيروز عطيّه