لمناسبة عيد القديسة كلارا اليوم 11 آب، قمنا بتخصيص مقالة عن أبرز ما أتى من أقوالها الكثيرة والثمينة وهي مأخوذة من كتاب المسبحة مع القديسة كلارا الأسيزية (سلسلة نصلّي مع القديسين) ومن كتاب فرنسيس وكلارا من الألف إلى الياء (مجموعة التراث الفرنسيسي).
(…) كانت كلارا الأم القديسة حارّة، ومواظبة على التأمّل. وكانت تبقى ساجدة بتواضع، ولوقت طويل، حتى الأرض. عندما كانت تعود إلى التأمّل، كانت تعلّم أخواتها وتشدّد عزيمتهنّ. كانت تحدّثهنّ، دائمًا، عن الله. وكان اسمه، دائمًا على شفتيها، فكانت تأبى أن تتكلّم أو أن تسمع من يتكلّم عن أمور تافهة وباطلة. وعندما كانت تعود من الصلاة، كانت أخواتها يفرحن، كما لو كانت عائدة من السماء” (د ت 1/9)
“جماله يُدهِش، من دون انقطاع، كلّ جند السماوات الطوباويين، حبّه يحرّك المشاعر، ومشاهدته تُنعش، ولطفه يغمر، وعذوبته تروي، وذكره يشعّ بعذوبة، لأنّ رؤيته هي بهاء المجد الأبدي، وإشعاع النور الأبديّ، والمرآة التي لا عيب فيها (4 ر أ 10-12، 14)
“تمسّكي بأمّه الكليّة العذوبة، التي ولدت هذا الابن المثال، إلى حدّ أنّ السماوات لم تقدر أن تسعه، بينما هي حوته في السياج الصغير لبطنها المقدّس وحملته في حشاها البتوليّ. لذلك، فكما حملته عذراء العذارى المجيدة، جسديًا، كذلك أنتِ أيضًا، باقتفائك آثارها، خصوصًا تواضعها وفقرها، بإمكانكِ، من دون شكّ، أن تحمليه دائمًا، روحيًا، في جسدكِ العفيف والبتول، وأنت تحتوين من يحتويكِ أنتِ وكلّ شيء، وتملكين، مقارنةً بسائر ممتلكات هذا العالم العابرة، ما ستملكين بضمانة أكبر (3 ر أ 18-19، 24-26 أ)
“أنظري، إلى من، لأجلكِ، جعل نفسه مرذولاً، واتبعيه، أنتِ التي جعلت نفسكِ، لأجله، مرذولة، في هذا العالم. عروسكِ الإلهي، أجمل بني البشر، صار لأجل خلاصكِ، أيتها الملكة الكليّة النبل، أحقر الرجال ومزدرىً، وضُرب، وجُلد جسده كلّه، مرّات عديدة (2 ر أ 19-20 أ).
“إنّ تألّمتِ معه، معه ستملكين، إن حزنتِ معه، معه ستفرحين، ويدوَّن اسمك في سفر الحياة، ويصير مجيدًا بين الناس (…) حدّقي إليه، وتبصّري فيه وشاهديه راغبةً في الاقتداء به” (2 ر أ 20 ب-22).