“نحن كلنا ضعفاء وبحاجة إلى الله” هذا ما قاله البابا فرنسيس إلى الشبيبة الذين نظّموا له حفلة صغيرة لاستقباله في السفارة البابوية عند عودته من القداس في منتزه سيمون بوليفار جامعين الموسيقيين وجوقة من الأطفال وراقصين وشهادات حياة.
وقال لهم البابا فور وصوله بعد أن حيّاهم فردًا فردًا: “مساء الخير وشكرًا على هذه الأمور الجميلة، شكرًا على الرقصة وعلى الأغنية، شكرًا لكم جميعًا أنتم الحاضرين هنا. شكرًا جزيلاً”. وكانت قد تلت فتاة تدعى ماريا من ذوي الاحتياجات الخاصة هذه الكلمة: “نريد عالمًا يتمّ الاعتراف فيه بالضعف باعتباره أمر أساسي في حياة الإنسان. وبدلاً من أن يضعفنا يقوّينا ويردّ لنا كرامتنا. نريد مكان لقاء مشترك يردّ لنا إنسانيتنا”.
وهنا ردّ البابا مكرّرًا عباراتها: “قالت ماريا أمرًا جميلاً جدًا: أن يُنظَر إلى الإنسان بشكل أفضل عندما… كرّري الأمر ماريا من جديد…. اقرأي من جديد يا ماريا الجميلة حتى يسمعك الجميع”. وألقى الضوء البابا على ذلك متوجّهًا إلى الجميع: “هذا كلّ ما تطلب ماريا: هي تطلب عالمًا تُعتَبَر فيه الهشاشة كأمر أساسي في حياة الإنسان… لأننا كلنا ضعفاء، كلنا. في داخلنا وفي مشاعرنا توجد أمور كثيرة لا تسير على ما يرام وهي في داخلنا ولا أحد يراها. نحن بحاجة لأن يتمّ احترام هذه الهشاشة وأن يتمّ الاعتناء بها ومعالجتها على قدر الإمكان وأن تحمل ثمارًا للآخرين. نحن كلنا ضعفاء. يا ماري الجميلة هل تملكين شجاعة الإجابة على سؤال؟ من هو الشخص الوحيد الذي ليس ضعيفًا؟”
أجابت ماريا: “الله”
وعلّق البابا: “الله! الله هو الوحيد الذي ليس ضعيفًا وكل الآخرين هم ضعفاء، نحن ضعفاء…! هذا هو جوهر الإنسان أن يكون الله صخرته، كلنا”. وهنا استخلص البابا نتيجة ملموسة: “لهذا لا يمكننا إبعاد أحد: هل هذا واضح؟ لأنّ كل واحد منا هو ثمين نقدّمه لله، حتى ينمّيه الله على طريقته”.
ثم توجّه البابا إلى الشبيبة وإلى ماريا وقال: “شكرًا على هذه الشهادة الحية! شكرًا على كلامك!” ثم دعا فيما بعد إلى الصلاة معه، ببطء باللغة الإسبانية السلام الملائكي ومنح بركته للشبيبة والجموع الحاضرين للاحتفال مع البابا. وهذه المرّة أضاف البابا صلاته وطلبه الاعتيادي إنما بشكل مختلف: “من فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي لأنّي ضعيف جدًا”.