خلال اليوم الخامس والأخير من رحلته الرسولية إلى كولومبيا، توجّه البابا فرنسيس إلى كارتاجينا شمال البلاد على خطى المرسل اليسوعي القديس بيار كلافير (1580 – 1654)، وهو قدّيس قال عنه الحبر الأعظم إنّه “مليء بالمحبّة حتّى البطولة”.
فبعد صلاة التبشير الملائكي التي تلاها من أمام كنيسة القديس بيار كلافير، ذكّر البابا أنّ القدّيس نصّب نفسه “عبد السود للأبد”، بما أنّه “كان ينتظر السفن التي تصل من أفريقيا إلى سوق العبيد في العالم الجديد، مع إشارات تبشيرية بما أنّه كان يعجز عن التواصل معهم بسبب اختلاف اللغات”.
وأضاف الأب الأقدس، بناء على ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت: “شهد القديس بيار كلافير على المسؤولية والمصلحة التي على كلّ منّا أن يكنّها لإخوته… مع امتلائه بالمحبة حتّى البطولة، كان يعرف أنّ لغة المحبة والرحمة مفهومة من قبل الجميع… وعندما كان يشعر بالاشمئزاز من العبيد، كان يُقبّل جراحهم. وبعد أن خفّف من وحدة المئات، أمضى آخر 4 سنوات من حياته لوحده مريضاً في غرفته، وفي حالة رهيبة من التخلّي”.
من ناحية أخرى، وداخل الكنيسة المكرّسة لرسول العبيد السود، صلّى البابا بصمت أمام ذخائر القديس اليسوعي، محاطاً بحوالى 300 ممثّل من الرهبانية الأفريقية الأميركية. كما وقدّم البابا للمزار صليباً من الحديد والبلّور صُنع عام 2017 على يد فنّانَين للرمز إلى التواضع والفقر ووضوح الإيمان.
وبعد زيارة معبد القديس بيار كلافير ضمن دير اليسوعيين (حيث التقى بحوالى 60 يسوعياً خلال 30 دقيقة وأجاب عن أسئلتهم)، انضمّ البابا إلى دير القديس دومينيك وتناول الغداء هناك، قبل أن يحتفل بقدّاسه الأخير في كولومبيا.