أوضح البابا للصحافيين في طريق عودته من كولومبيا إلى روما بأنه لاحظ “قوّة الشعب”: “الرغبة في المضي إلى الأمام في هذه العملية التي تفوق المفاوضات القائمة حاليًا، إنها رغبة عفوية… يريد الشعب أن يتنفّس”.
وقال: “لقد تأثّرت كثيرًا في الفرح وحنان الشبيبة ونبالة الشعب الكولومبي. إنه شعب نبيل لا يخاف من أن يعبّر وأن يشعر وأن يبيّن ما يشعر به هذا ما لاحظته…. أنا أشكره على شهادة الفرح والرجاء والصبر في معاناة هذا الشعب. لقد تأثّرت كثيرًا في ذلك”.
وسُئل البابا: “لقد وصلتم إلى بلاد متشرذم، وبين من يقبل عملية السلام ومن يرفضها، ماذا علينا أن نفعل بشكل ملموس حتى الأطراف المتشرذمة تتخطّى الحقد؟ إن استطعتم أن تعودوا سنة أو سنتين إلى الوراء، كيف كنتم تتمنون أن تروا كولومبيا؟
البابا فرنسيس: ليكن شعارنا: لنقم بالخطوة الثانية. كنت أظنّ أنّ هذا كان من الماضي أن نجد الميليشيات منذ 54 عامًا وإذ نجد أنّ الحقد متراكم مع الكثير من النفوس المريضة. المرض ليس مذنبًا، إنه يأتي… تلك الميليشيات قد ارتكبت الخطايا الخطيرة التي تسبّبت بمرض الحقد. إنما توجد خطوات تمنح الأمل. وكانت الخطوة الأخيرة عندما أوقف جيش التحرير الوطني إطلاق النار وأنا أشكره كثيرًا على ذلك. ويوجد أمر آخر لاحظته أيضًا: الرغبة في المضي قدمًا في هذه العملية التي تتخطّى المفاوضات القائمة حاليًا، إنها رغبة عفوية وهنا تكمن قوّة الشعب. يريد الشعب أن يتنفّس، ويجب أن نساعده في ذلك من خلال قربنا منه وصلاتنا من أجله.
أريد أن أشكر المثال الذي أعطاه الشعب الكولومبي. أريد أن أن أنهي بصورة. إنّ أكثر ما أثّر فيّ لدى الكولومبيين كان رؤية الجموع التي لا تُحصى في شوارع المدن الأربع التي زرتها، الآباء والأمهات الذين كانوا يحملون أبناءهم حتى يراهم البابا ويباركهم… لقد تأثّرت كثيرًا عندما رأيت الحنان وعيون الآباء والأمهات. إنه رمز للرجاء والمستقبل. إنه شعب قادر أن يولد الأطفال وأن يربّيهم على ذلك. إنه شعب مفعم بالرجاء ويتطلّع إلى بنيان مستقبل. شكرًا جزيلاً”.