“لا يمكن النظر إلى مواضيع العائلة والبيئة والتبشير والإيمان إلّا ضمن منطق الصليب”. هذا ما شرحه الكاردينال ماورو بياشنزا الكاهن المعرّف في ديوان التوبة الرسولية، خلال عظة ألقاها يوم عيد ارتفاع الصليب، ضمن احتفالات مئوية الظهورات (في أيلول) في فاطيما.
وقد أشار بياشنزا إلى العلاقة بين قلب مريم الطاهر ولغز الصليب، بناء على ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، قائلاً: “كلّما صلبتنا الحياة، وكلّما صلبنا المرض وسوء التفاهم والوحدة والتهميش والخيانة، كنّا في قلب مريم، لأنّ الصليب يجد دائماً مكانه هناك”.
وأضاف الكاهن المعرّف قائلاً: “إنّ جميع المواضيع الشاملة، من العائلة إلى البيئة، ومن التبشير إلى الإيمان، لا يمكن النظر إليها إلّا ضمن منطق الصليب، وهو منطق التقدمة والتضحية والتكفير والموت، بهدف التوصّل إلى مجد القيامة أي تتميم الصليب. إنّها القدرة على استقبال هذا المنطق الجديد والدخول فيه، أي منطق الصليب الذي يميّز المسيحيين الأصيلين. فالمسيحية المحرومة من الصليب تصبح مجموعة عامة من المعايير الأخلاقية التي ينقصها معنى، فتكون بذلك غير قابلة للتطبيق”.
وختم المعرّف عظته قائلاً إنّ “العبرة المسيحية تعني أن نكون مخلصين للصليب، وأن نعيش آخذين بعين الاعتبار المسيح المصلوب، متوسّلين اختيار المعاناة بدلاً من التعذيب، والموت بدلاً من القتل، والاستقبال بدلاً من الإبعاد، والحبّ ثمّ الحبّ فالحبّ”.