Jorge Mario Bergoglio jeune jésuite, photo Compañía de Jesús

21 أيلول تاريخ قال فيه البابا: أجهل ماذا حصل

دعوة البابا فرنسيس في السادسة عشرة

Share this Entry

“أجهل ماذا حصل”: كان الشاب ماريو برغوليو في السادسة عشرة عام 1953 (يوم عيد القديس متى)، عندما اختبر أمراً طبعه إلى درجة أنّ حياته تغيّرت. واليوم، ها هو البابا فرنسيس ينقل للشباب اختبار شبابه بتواضع ورصانة، عشيّة عيد الإنجيلي متى، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.

فلمناسبة عيد الرسول، حيّى الأب الأقدس الشباب، كما جرت العادة في نهاية المقابلة العامة مع المؤمنين (يوم الأربعاء) قائلاً: “فليكن اهتداؤه مثالاً لكم لتعيشوا حياتكم بمعايير الإيمان”، هو الذي لم ينسَ ذاك الاعتراف الذي بدّل مجرى حياته يوم عيد القديس، في بوينس أيريس!

يُخبرنا الكاتب أوستن إيفريه في سيرة البابا الذاتيّة ضمن كتاب “فرنسيس، المصلح، من بوينس أيريس إلى روما”: “مرّ الله من أمامه في 21 أيلول 1953… فإذا به كان يسير في أفينيدا ريفادافيا، مرّ أمام بازيليك القديس يوسف التي يعرفها جيّداً. شعر عندها برغبة غريبة في الدخول”.

وهنا يقتبس الكاتب كلام الحبر الأعظم: “دخلتُ لأنني شعرت أنّه يجب أن أفعل… ذاك الشعور الذي يخالجنا بدون أن نفهم ما هو. نظرت من حولي، وكان المكان مظلماً. حصل هذا في صباح من شهر أيلول، ربما عند التاسعة. رأيت كاهناً يمشي، ولم أكن أعرفه لأنّه لم يكن أحد كهنة الرعيّة. جلس في كرسي الاعتراف الذي إلى يسار المذبح، وأجهل حتّى ماذا حصل بعد ذلك! شعرتُ بأنّ أحدهم دفعني للدخول إلى كرسي الاعتراف. من البديهي أنني أخبرت الكاهن أشياء، واعترفت… لكنني لا أعرف ماذا حصل. عندما انتهيت من الاعتراف، سألت الكاهن من أين هو لأنني لم أكن أعرفه فأجاب: أتيت من كوريينتس، وأقطن قريباً من هنا، وأنا آتي بين الحين والآخر إلى هنا للاحتفال بالذبيحة الإلهية. كان الكاهن مصاباً بسرطان الدم، وتوفي في السنة التالية. هنا، عرفت أنني أصبحت كاهناً. كنت متأكّداً من ذلك. وبدلاً من الخروج مع الأصدقاء، عدت إلى المنزل بما أنني كنت غائصاً في أفكاري. بعد ذلك، تابعت دراستي وكلّ الباقي، لكنني كنت أعرف الطريق الذي سأسلكه”.

ويتابع الكاتب شارحاً أنّ خورخي ماريو برغوليو لم يخبر أفراد عائلته عن ذلك طوال أكثر من سنة، إلّا أنّه سلّم سرّه للشاب أوسكار كريسبو الذي كان يعمل معه في مختبر الكيمياء: “سأنهي دراستي معكم، لكنني لن أصبح عالِم كيمياء. سأصبح كاهناً، لكن ليس كاهناً في بازيليك. سأكون يسوعيّاً لأنني أريد الخروج إلى الأحياء والفيلات لأكون مع الناس”.

وها نحن نرى هنا الكلمات الأساسية في مهمّة برغوليو: “الخروج”، و”مع الناس”. فلا عجب أنّه قال في أحد الأيام للأب كارلوس ب. دوارتي إيبارا: “لم أشكّ في وجوب أن أكون كاهناً”!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير