Messe à Sainte-Marthe © L'Osservatore Romano

البابا: فلنعرف أنفسنا كما نحن عليه

خلال عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“الباب للقاء يسوع هو أن نعرف أنفسنا كما نحن عليه، أي أن نعرف الحقيقة: نحن خطأة”. هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس اليوم خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، موبّخاً “من يعرفون الشريعة أفضل من أيّ كان، لكنّهم ينسون الوصيّة الأولى، وصيّة المحبّة”.

وبناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، تأمّل الأب الأقدس اليوم في ارتداد الرسول متى (الذي يحتفل اليوم بذكراه)، عبر المقطع الإنجيلي الغالي على قلبه والذي يفسّره بلوحة “كارافاج”، حيث نرى نظر متى منقسماً بين الله والمال، إلّا أنّ “يسوع نظر إليه بحبّ كبير إلى درجة أنّ معارضته سقطت… هذا هو النضال بين الرحمة والخطيئة”.

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ حبّ يسوع تمكّن من دخول قلبه لأنّه “كان يعرف أنّه خاطىء، وكان يعرف أنّه ليس محبوباً من أحد، وأنّ معرفته أنّه خاطىء فتحت الباب لرحمة يسوع”.

وكما أنّ الشرط الأوّل للإنقاذ هو الشعور بالخطر، قال أسقف روما “إنّ الشرط الأوّل ليتمّ شفاؤنا يقضي بأن نشعر أننا مرضى، وهكذا فإنّ الشعور بأننا خطأة هو شرط للحصول على نظرة الرحمة. ومن هنا، إنّ الباب للقاء يسوع هو الاعتراف بما نحن عليه: خطأة”.

ثمّ شجّع الأب الأقدس الجميع قائلاً: “فلنفكّر في نظرة يسوع الجميلة والطيّبة والرحومة. عندما نصلّي، نشعر أيضاً بهذه النظرة علينا: إنّها نظرة الحبّ والرحمة، النظرة التي تنقذنا. لا تخافوا”.

فضيحة “لكن كيف يصحّ هذا؟”

بعد اللقاء، هناك المرحلة الثانية أي “الاحتفال”: “احتفال اللقاء بالآب، واحتفال الرحمة. إنّ يسوع يعطي رحمته للجميع. لكن مقابل ذلك، هناك “الفضيحة” التي يشير إليها الفرّيسيّون: لمَ يأكل معلّمكم مع الخطأة؟”

وقال البابا هنا إنّ الفضيحة تبدأ دائماً بجملة “كيف يصحّ ذلك؟” فالفرّيسيّون الذين يعرفون الشريعة جيّداً، كانوا يدركون أكثر من أيّ كان كيف يجب التصرّف، لكنّهم نسيوا وصيّة المحبّة الأولى، ظنّاً منهم أنّ الخلاص يأتي من أنفسهم. وأصرّ البابا قائلاً: “لا! الله هو من ينقذ، ويسوع من يخلّص”.

ثمّ شجب الحبر الأعظم جملة “كيف يصحّ ذلك” التي نسمعها غالباً بين المؤمنين الكاثوليك عندما يرون أعمال رحمة، حتّى أنّ آخرين يقولون “لا، هذا لا يمكن… إنّهم خطأة ويجب إبعادهم”. وأضاف: “هناك الكثير من القديسين الذين تمّ اضطهادهم، مثل القديسة جاندارك التي اعتقدوها ساحرة، أو القديسة تريزا التي اعتبروها مهرطقة”.

وبالنسبة إلى البابا، إنّ جواب يسوع واضح: “تعلّموا ما معنى أريد رحمة لا ذبيحة. في الواقع، لم آتِ لأجل الصالحين بل لأجل الخطأة… وإن أراد أحدكم أن يناديه يسوع، فليعترف أنّه خاطىء. جميعنا بحاجة إلى هذا. فلندع يسوع ينظر إلينا نظرة رحمة مليئة بالحبّ… فمن الجميل جداً أن نلتقي يسوع”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير