“إنّ نقطة الانطلاق تبقى دائماً قلب الإنسان وعلاقاته وتعلّقاته”: هذا ما أعلنه البابا فرنسيس بشأن المافيات، لدى استقباله أعضاء اللجنة البرلمانية الإيطالية لمكافحة المافيا وأقربائهم يوم الخميس 21 أيلول، في قاعة كليمانتين في القصر الرسولي في الفاتيكان.
وبحسب ما نقلته لنا الزميلة هيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت، قال البابا لزوّاره ضمن كلمة ألقاها على مسامعهم: “عندما نحتجز أنفسنا في الاكتفاء الذاتي، ينتهي بنا الأمر بأن نُسرّ بأنفسنا وبأن ندّعي أننا معيار الجميع ومعيار كلّ شيء، وقد نصل إلى خنق نداء ضميرنا وإلى جعل الشرّ تافهاً، كما إلى المزج بين الحقيقة والكذب وإلى الاستفادة من دور المسؤولية العامة”.
في السياق عينه، قال الأب الأقدس إنّ مكافحة المافيات تتضمّن التزاماً على مستويين: “الأوّل هو المستوى السياسي عبر عدالة اجتماعية أكبر، والثاني هو اقتصاديّ عبر تصحيح أو إلغاء الآليّات التي تولّد في كلّ مكان عدم المساواة والفقر”. وأضاف الحبر الأعظم أنّ هذا المستوى المزدوج “يفترض مستوى آخر، ألا وهو بناء ضمير مدنيّ جديد يمكنه أن يوصل إلى تحرّر حقيقي من المافيات”.
ثمّ أصرّ أسقف روما على وجوب العمل على طريقة جديدة ليكون المرء مواطناً، على أن تتضمّن تلك الطريقة الاعتناء بالآخرين وبالخير العام، مع تحمّل مسؤوليّة ذلك، بدون أن ينسى التطرّق إلى وجوب حماية شهود العدالة والعائلات، مشيداً بعمل اللجنة وطالباً إلى الله أن يحلّ بركاته عليها.
