دعا البابا فرنسيس المؤمنين في عظته التي ألقاها صباح اليوم إلى التحلّي بالشجاعة ليتّهموا أنفسهم، قائلاً إنّه “يجب عدم الخوف من قول الحقيقة حول حياتنا، لأنّ الرب يسامح”.
فبناء على ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، علّق الأب الأقدس على إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني، حيث يبحث هيرودس عن رؤية يسوع “ليهدأ”، “لأنه كان يشعر في داخله بشيء بعيد عن الفضول، بل أقرب إلى شعور بالذنب في الروح وفي القلب”.
وقال البابا: “إنّ تأنيب الضمير ليس فقط تذكّر شيء ما، بل هو جرح مخفيّ لا يمكن رؤيته، وهو نتيجة ما فعله الإنسان من سوء في حياته. أحياناً، لا نراه، لأنّنا اعتدنا أن نحمله، وقد أصبح “مُبنّجاً”… إنّه في الداخل… لكن عندما يؤلمنا، نشعر بالذنب. ولا نكون فقط مدركين أننا أسأنا، بل نشعر بذلك في قلبنا وجسمنا وروحنا وحياتنا”.
في السياق عينه، ومحذّراً من تجربة تغطية الإحساس بالذنب بهدف عدم الشعور به، حثّ البابا المؤمنين ليتحلّوا بالشجاعة كي يتعلّموا حكمة اتّهام أنفسهم. “أنا أشعر بوجع الجرح، وأفعل ما بوسعي لأعرف ما مصدر هذه الأعراض، ثمّ أتّهم نفسي. إنّها لنعمة أن نشعر أنّ الضمير يتّهمنا ويقول لنا شيئاً ما… وعلينا أن نصلّي طالبين: أيها الرب، أشفق عليّ أنا الخاطىء. إنّ الله يسمع صلاتنا. وعلينا أن نفحص حياتنا: إن لم نعرف مصدر هذا الألم، فلنطلب مساعدة أحدهم، ولنطلق على جرحنا اسماً: أي فلنقل للكاهن: “أشعر بتأنيب الضمير هذا المعيّن، لأنني فعلت ذلك”. هذا هو التواضع الحقيقي أمام الله، الذي بدوره يتأثّر أمام ما هو حسّي”.
وفي ختام عظته، دعا البابا فرنسيس إلى عدم الخوف من تأنيب الضمير، وإلى عدم البحث عن تغطيته أو إخفائه وتغيير ملامحه، لأنّه يوصلنا إلى الخلاص. “يجب علينا إخراج الحقيقة، فبهذه الطريقة فقط نُشفى”.