“للرب إلهنا كلّ الحقّ ولنا العار”! بهذه الكلمات، يخاطبنا النبي باروخ عن العصيان في القراءة الأولى اليوم الخاصة بالطقس اللاتيني، وهي ما علّق عليها الأب الأقدس خلال عظته الصباحية التي تلاها من دار القديسة مارتا، متطرّقاً إلى الطريق الصحيح الذي يجب سلوكه لطلب الغفران.
استهلّ الأب الأقدس عظته، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من راديو الفاتيكان، بقول: “لا يمكن لأحد أن يقول “أنا حزين” أو “لست مثل الآخر”. على كلّ منّا أن يقول “أنا خاطىء”، وهذا الاسم الأوّل الذي نملكه جميعاً. نحن خطأة! ولمَ نحن خطأة؟ لأننا عصينا أمر الرب، بحيث أنّه طلب منّا أمراً ونحن فعلنا آخر، ولم نستمع لصوته على الرغم من أنّه كلّمنا مراراً. في حياتنا، يمكن لكلّ منّا أن يتساءل كم مرّة خاطبه الرب (عبر الأهل والعائلة وأستاذ التعليم الديني وفي العظات، كما وكلّمه الرب في قلبه) وهو لم يصغِ!”
وأضاف البابا: “لقد تمرّدنا، وهنا تكمن خطيئتنا: إنّه التمرّد، والعناد في الخضوع لميول قلبنا المنحرفة، والذي يترافق مع “الوثنيّات اليومية”، أي الجشع والحسد والحقد والنميمة، أو ما يمكن تحديده بتعبير “حرب القلب للقضاء على الآخر”. وبسبب الخطيئة، كما هو مكتوب في نبوءة باروخ، أتت الأمراض لأنّ الخطئية تقضي على القلب والحياة والروح، فتُضعفنا وتجعلنا مرضى”.
كما وأشار الأب الأقدس إلى أنّ الخطيئة ليست مجرّد بقعة علينا إزالتها. “فلو كانت بقعة، كان يكفي الذهاب إلى المصبغة وتنظيفها… لكن لا، الخطيئة هي صلة التمرّد على الرب، وهي سيّئة بذاتها، كما وأنّها سيّئة تجاه الرب الذي هو الطيبة. أمّا إن كنت أرى خطاياي، فبدلاً من الشعور باليأس، سأشعر بالخجل والعار اللذين تكلّم عنهما باروخ. إنّ الخجل نعمة وهو يفتح الباب أمام الشفاء!”
وختم الأب الأقدس عظته بدعوتنا إلى الشعور بالخجل أمام الرب مقابل خطايانا، وإلى طلب الشفاء: “عندما يرانا الله هكذا، أي أنّ الخجل يعترينا لما فعلناه، وعندما نطلب منه السماح بتواضع، هو القويّ يلغي الخطيئة ويقبّلنا ويواسينا ويسامحنا. هذا هو الطريق لبلوغ الغفران، وهو الطريق الذي يعلّمنا إياه باروخ. فلنحمد الرب لأنّه أراد إظهار جبروته في الرحمة والغفران”.