كان موضوعا العزوبية الكهنوتية والإرشاد الرسولي على جدول أعمال التبادل الذي حصل بين البابا فرنسيس وكهنة ليون، بحسب ما قاله المونسنيور إيمانويل غوبيار الأسقف المساعد في ليون، وكما أورده القسم الفرنسي من زينيت.
في التفاصيل، اجتمع 82 كاهناً من مدينة ليون الفرنسية مع رئيس أساقفتهم الكاردينال فيليب بارباران حول الحبر الأعظم صباح الخميس 5 تشرين الأول في قاعة كليمانتين، وقد “وصل الأب الأقدس مع ورقة بيضاء وقلم، وكلّه إصغاء، مثل أب يستقبل أولاده، بكلّ بساطة”. كما وأشار المونسنيور غوبيارد إلى أنّ البابا ألقى التحيّة على كلّ واحد من الكهنة، وأجاب عن أسئلة عديدة طرحوها عليه.
حول موضوع العزوبية الكهنوتية، أكّد البابا أنّها “هبة تُقدَّم للكنيسة ولأجلها: إنّها هدية، ولا أرى لما قد يتغيّر هذا. إنّ الأساس هو الصلة مع الله ومع الإخوة الكهنة ومع شعب الله”. وأشار المونسنيور غوبيار أنّ البابا لفت الانتباه إلى “ثلاث نقاط مهمّة” وهي: “على الكاهن أن يكون أمام ووسط وخلف مؤمنيه”، “النميمة غير مسموحة”، و”وجوب التحلّي بقلب نقيّ، وبتصرّفات صحيحة وعميقة مع الناس”.
أمّا بالنسبة إلى الإرشاد الرسولي، فقد دعا أسقف روما إلى اعتبار الأشخاص أسماء وليس نعوتاً: “يجب ألّا نشير إليهم بنعوت مثل متزوّج أو مطلّق، بل بأسمائهم “بول، جاك، ماري…”، فالرب يحبّهم لأنّهم أشخاص”. وأضاف المونسنيور أنّ البابا قال إنّ الإرشاد يعني المرافقة، مع الإصرار على أهمية القُرب من الله ومن كلّ شخص، مؤكّداً أنّ التحضير للزواج يجب أن يُؤخذ على مجمل الجدّ، مذكّراً بما قاله في ميلانو في آذار الماضي: “التحضير للكهنوت يستلزم 8 أعوام، وللزواج 3 محاضرات؟ هذا لم يعد ممكناً”.
وأخيراً، حول موضوع التمييز، قال المونسنيور غوبيار إنّ البابا نصح الكهنة بالعودة إلى الإنجيل، وبالنظر إلى “كيف تصرّف يسوع الذي رحّب بالجميع بمحبّة، حتّى ولو قال أحياناً كلمة لا… هناك حقيقة للمسيح وللأشخاص وحقيقة للمحتوى، لكنّ الأمر يتعلّق بعبرة اللقاء، والنتيجة يجب أن تكون نموّ الأشخاص”.
في نهاية اللقاء، رتّل المجتمعون حول البابا ثمّ صلّوا “السلام عليك يا مريم”، فباركهم البابا، ليخرجوا بعد ذلك إلى حدائق الفاتيكان ويتوجّهوا إلى مغارة لورد، حيث وافاهم البابا المتقاعد بندكتس السادس عشر لفترة من الصلاة. كما وتكلّم بندكتس قليلاً عن الكهنة المتقدّمين في السنّ، وعن سرّ الألم بسبب الشيخوخة، قبل أن يبارك الجميع.