“أيّ كاهن أرغب أن أكون؟” هذا هو السؤال الذي طرحه البابا فرنسيس على 268 مشاركاً في مؤتمر وطني نظّمه مجمع الكهنوت، وقد استقبلهم يوم السبت 7 تشرين الأول في قاعة كليمانتين في الفاتيكان.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، اقترح الأب الأقدس على المشاركين في المؤتمر أن يطرحوا على أنفسهم سؤال “أيّ كاهن أرغب أن أكون؟” مسلّطاً الضوء على خيار “كاهن الصالونات الهادىء أو التلميذ المرسَل الذي يحترق قلبه لأجل السيّد ولأجل شعب الله؟ الكاهن الذي يدفن نفسه في راحته أو تلميذ يسوع الذي يتنقّل بين الناس؟”
وأضاف الحبر الأعظم في كلمته التي ألقاها على مسامع ضيوفه: “على الكاهن أن يهرب من الروحانية المجرّدة من النفس، ومن الالتزام الدنيوي المجرّد من الله. فالكهنوت أساسيّ بالنسبة إلى مهمّة الكنيسة، ولا يكون تجديد الإيمان ومستقبل الدعوات ممكناً إلّا إن كان لدينا كهنة ثابتون. وهذا الثبوت يتعلّق بداية بالله ثمّ بحرية الكاهن والأساقفة وشعب الله. إنّ تدرّب الكاهن مرتبط بعمل الله في حياتنا وفي نشاطاتنا، لأنّ الله هو من يحوّل قلبنا طوال حياتنا كلّها”.
وهنا، وحذّر البابا من لا يسمح لله بأن يغيّره كلّ يوم، قائلاً إنّه “سيصبح كاهناً منطفئاً في كهنوت جامد بلا حماسة للإنجيل، ولا شغف لشعب الله”.
جواب الحرية على هبة الله
بالنسبة إلى البابا، على الكاهن أيضاً أن يساهم في مهمّة “عامل الخزف الإلهي”: “في مشغله، هناك ثلاثة أبطال: الكهنة والأساقفة وشعب الله”.
“على الكاهن أن يفضّل الصلاة والصمت على ثقته بعمله، كي يسمح للرب بأن يقوده… وعليه أن يبحث عن صداقة إخوته في الكهنوت وأقاربه، عارفاً أنّ دعوته تولد من لقاء الحبّ مع يسوع ومع شعب الله. أمّا الأسقف فهو مدعوّ إلى مشغل الخزّاف ليعتني بالدعوات الكهنوتية، متحلياً بالتمييز وبالقُرب من الجميع، وبوجوب العمل معاً بهدف تخطّي حدود الأبرشيّة والتحاور مع الجميع وتزويدهم بالرجاء”.
شعب الله
من ناحية شعب الله “الذي لا يجب نسيانه أبداً”، قال البابا إنّه هو من يشكّل الطين بالنسبة إلى الكهنوت. وأوصى أسقف روما الكهنة بأن يصغوا إلى توقّعاته وأن يجعلوا جراحه تؤثّر بهم وأن يمشوا في وسطه على الرغم من المقاومات وسوء التفاهم، مشيراً إلى أنّ شعب الله يمكنه أن يقدّر عمل كهنته وأن يُظهر لهم الاهتمام.
وختم البابا كلمته بجملة “على الكاهن أن يكون من يقف بين يسوع والناس”.