“اليوم، هذا الإله الذي لا يفقد الرجاء أبدًا، يدفعنا إلى التمثّل به والعيش بالحب الحقيقي، والتخلّي عن الخنوع والاستسلام وكلّ غرائز الأنا الكسولة” هذا ما صرّح به البابا فرنسيس محتفلاً بالذبيحة الإلهية أثناء إعلان قداسة 35 طوباويًا في 15 تشرين الأول 2017 في ساحة القديس بطرس. دعا البابا الى طرح السؤال على أنفسنا “ما إذا كنا إلى جانب الأنا أم إلى جانب الله” محذّرًا من التراخي والروتين اللذين يبعداننا عن المحبة. وأضاف: “إن خسر الحب فالحياة المسيحية تصبح عقيمة وتصبح جسدًا من دون روح، مجموعة مبادىء وقوانين من دون سبب”.
في بداية الاحتفال وبحضور 35 ألف مؤمن، ترأّس البابا احتفال تقديس الطوباويين أندره دو سوفيرال وأمبروزيو فرانشيسكو فيررو، كهنة رعية، وماتيوس موريكا وهو علماني مع 27 شهيدًا من البرازيل؛ من كريستوبال أنطونيو وخوان وهما مراهقان شهيدان من المكسيك؛ وفوستينو ميغيز، كاهن إسباني الجنسية وآنج داكري وهو كبوشي ايطالي الجنسية.
وشدد البابا على أنّ الحياة المسيحية هي “تاريخ حب مع الله”. ثم دعا إلى التساؤل ما إذا كنا نعترف للرب مرة على الأقلّ عن حبنا له كل يوم؛ إن كنا نتذكّر من بين الكثير من الكلمات التي نسمعها ما يقول لنا في كل يوم: “أحبّك يا رب. أنت حياتي”. وذكر خطر عيش حياة مسيحية روتينية تكتفي “بالأحداث العادية” من دون أي تجديد أو حماس متمتّعين بذاكرة قصيرة”.
بالنسبة إلى البابا، نحن لا نبتعد عن الحب “بدافع الأذى بل لأننا نفضّل كل ما يتعلّق بنا: الضمانات والتأكيد الذاتي والرخاء… نتمدد على أريكات الربح والرفاهية ونعتمد على بعض الهوايات التي تجعلنا نشعر بالقليل من الفرح إنما نشيخ سريعًا وبشكل سيء لأننا نشيخ من الداخل: عندما لا يتوسّع القلب ينغلق. وعندما كل شيء يعتمد على “الأنا” وعلى ما يروق لي وينفعني وأرغب به – نصبح قاسين وأشرارًا ونتصرّف بطريقة سيئة من أجل لا شيء”.
ثم شدد البابا: “الله هو عكس الأنانية والمرجعية الذاتية…. هو لا يقرع الباب أمام الرفض… هو يردّ بوجه الظلم بحب أكبر… وفي حين يتألّم بسبب رفضنا له، يتابع الله بصنع الخير أمام الشرّ. لأنه بهذه الطريقة وحدها ينتصر الحبّ على الشرّ”.