“إنّ الموت يفتح أمامنا باباً كبيراً: يسوع سيمسك بيدنا وسيقول لنا أيضاً “قُم”!” هذا ما شرحه البابا فرنسيس اليوم خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، مصرّاً على “حنان” المسيح لحظة الموت والقيامة.
وفي التفاصيل، كرّس الأب الأقدس تعليم الأربعاء لشرح الصلة بين الموت والرجاء المسيحي قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات، أرغب اليوم في التكلّم عن الرجاء المسيحي أمام الموت. ففي أيّامنا هذه، الموت حقيقة تميل حضارتنا إلى إخفائه، فيما كان أجدادنا يواجهونه”.
كما وتأمّل الحبر الأعظم في التجريد الذي يمثّله الموت قائلاً: “الموت يجعلنا نكتشف العدم الخاص بنا، وهو يكشف عن قلّة الحبّ وعن غرور كبريائنا، على الرغم من كونه يسلّط الضوء على الخير الذي زرعناه”.
ثمّ تطرّق أسقف روما في كلمته إلى حدثين: قيامة لعازر، وإقامة ابنة يئيروس من الموت، وهما “قيامتان” موقّتتان، بعكس قيامة يسوع وقيامتنا الموعودة. وتكلّم البابا عن دموع يسوع لدى موت لعازر، وعن مسألة الإيمان بيسوع القيامة والحياة، والتي عُرِضت على مرتا أخت لعازر: “أوضح يسوع لغز الموت عندما بكى صديقه وأخرجه من القبر ثمّ قال: أنا القيامة والحياة، من يؤمن بي وإن مات فسيحيا”.
وسأل الأب الأقدس الحضور “هل نؤمن نحن بهذا؟”، داعياً كلّ من في الحضور إلى التفكير في موته: “أدعوكم إلى إغماض عيونكم وإلى التفكير في لحظة مماتكم، هذه اللحظة التي ستأتي”. كما وذكر البابا كلمات المسيح الذي سيأتي وسيقول لنا: “تعال معي، انهض، قم. وهنا، سينتهي الرجاء، لأنّ حقيقة الحياة ستبدأ! فكّروا في هذا: يسوع سيأتي وسيمسك بيدنا بكلّ حنان ويقول “تعال، انهض”!”
ثمّ ختم البابا تعليمه قائلاً للجميع: “يسوع كرّر أنّ الموت سيأتي ليمزّق قماشة حياتنا وعواطفنا. نحن ضعفاء وبدون دفاع أمام الموت، لكنّها لنِعمة كبيرة أن نحافظ في تلك اللحظة على الإيمان. هذا هو رجاؤنا”.