خلال عظته الصباحية التي ألقاها اليوم من دار القديسة مارتا، ذكّر البابا فرنسيس جوهرياً أنّ الله هو من يُنقذ وليست الشريعة، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت. وقد حذّر الأب الأقدس من عقليّة “التقيّد بحرفيّة الشريعة” البليدة، والتي تغلق باب الخلاص.
في التفاصيل، ركّز الحبر الأعظم عظته على “نسيان مجانية الخلاص والقدرة على فهم وحي الله، كما مجانية فهم قلب الله وخلاصه” قائلاً: “من ينسون مجانية الخلاص وقُرب الله ورحمته قد أخفوا مفتاح المعرفة”.
وأضاف: “الله قام بمبادرة إنقاذنا، وهم انحازوا إلى الشريعة وإلى مجموعة من الوصفات، فيما على الشريعة أن تكون جواباً على حبّ الله المجاني. وعندما ننسى مجانية الخلاص، نفقد حسّ القُرب من الله. لكن بالنسبة إليهم، الله هو من يصنع الشريعة، وليس هو إله الرؤيا. إله الرؤيا هو الرب الذي بدأ يمشي معنا منذ إبراهيم إلى يسوع المسيح، الإله الذي يمشي مع شعبه. وعندما نفقد علاقة القُرب من الله، نقع في تلك العقليّة البليدة التي تؤمن بالكفاية الذاتية للخلاص، مع تطبيق الشريعة”.
كما وحذّر الأب الأقدس أنّه لا يمكننا “تعليم اللاهوت” بدون حسّ القرب من الله، وأننا إن فقدنا مفتاح المعرفة، سنكون قد أغلقنا الباب على أنفسنا وعلى الآخرين. “في بلدي، لطالما سمعت عن كهنة لا يعمّدون أولاد النساء العازبات، لأنهم لم يولدوا ضمن إطار زواج كنسيّ. وهنا، هؤلاء الكهنة يغلقون الباب ويصعقون شعب الله. لماذا؟ لأنّ قلبهم فقد مفتاح المعرفة”.
وأضاف البابا مثلاً آخر شارحاً: “منذ ثلاثة أشهر، أرادت أمّ في بلدة ما أن تعمّد طفلها، لكنّها كانت متزوّجة مدنياً برجل مطلّق. إلّا أنّ الكاهن قال لها: “نعم، سأعمّد الطفل، لكنّ زوجك مطلّق. فليبقَ خارجاً إذ لا يمكنه المشاركة في الرتبة”. هذا يحصل في أيّامنا؛ فالفرّيسيّون وواضعو الشريعة ليسوا من الماضي، ما زال هناك الكثير منهم اليوم بعد”.
وختم البابا فرنسيس عظته بالدعوة إلى الصلاة على نيّة الرعاة: “فلنصلِّ كي لا نفقد مفتاح المعرفة وكي لا نغلق الباب على أنفسنا وعلى من يريدون الدخول”.