CC0 Public Domain Pixabay

السلام العالميّ مهمّة الأمم المتّحدة

شهر مضى على اليوم العالمي للسلام

Share this Entry

تحتفل الأمم المتّحدة كلّ سنة باليوم العالميّ للسلام في الحادي والعشرين من شهر أيلول، بهدف تعزيز قيم ومُثُل السلام في أوساط الأمم والشعوب فيما بينها. كما العمل بطريقة جدّية وعمليّة، على منع نشوب النزاعات الدوليّة وحلّها بالوسائل السلميّة، والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم.

يذكّرنا اليوم العالميّ للسلام بأهميّة وضرورة، جعل كلّ يوم من أيّام السنة، مناسبة للاحتفال، والعمل بجدّية ومسؤوليّة، من أجل إحلال السلام؛ لا سيّما في عصر طغت عليه روح الإرهاب، والقتل والعنف، وشتّى أنواع الرذيلة. اليوم العالميّ للسلام، ما هو إلاّ إعادة تذكير الشعوب كافةً، باحترام حقوق الإنسان وكرامته، من أجل بنيان أوطانٍ، تنعم بالأمان على جميع الصُّعُد: أمنيًّا، واقتصاديًّا واجتماعيًّا وإلى آخره.

هل يقع على عاتق الأمم المتّحدة وحدها مسؤوليّة إحلال السلام؟ أمّ كلّ فردٍ من أفراد المجتمعات، منوط بنشر السلام وعيشه مع سائر أفراد المجتمع؟ إلى أيّ مدى عالمنا يعيش بسلام. لماذا تعيش مجتمعاتنا أكثر من أي وقت مضى، حالة اضطراب واهتزاز وتفكّك وصراعات وحروب وقتل وجرائم وإلى آخره؟

يحمل اليوم العالميّ للسلام عنوانًا لهذا العام “معًا من أجل السّلام، الاحترام والسلامة والكرامة للجميع”. نعم، على المجتمع العمل “معًا”، من أجل إنجاح مسيرة الخليقة، التي تبشّر وتدعو إلى الآمان والخلاص؛ فعالمنا، يتعرّض لانقسامات حادّة، بزرع التعصّب والإرهاب، والتطرّف، ممّا يؤجّج الكراهية والعنف، في أكثر العقول المعرّضة للضعف، والخاضعة إلى أفكار معقّدة، وبعيدة كلّ البُعد عن روح الإنسانيّة ومبادئها.

يتعرّض عالمنا، إلى حالة عنف قويّة وحادّة، تطال جميع شرائح المجتمع، ممّا يتهدّد الأمن ويُضعف السلام، ويندثر الآمان، وتختفي الطمأنينة، وتتراجع المحبّة والتعاون والتعاضد. من هنا، لا بدّ من أن يتفاعل، جميع أبناء البشريّة، المُخلصين والمُحبّين، إلى نشر الوعي والثقافة، لوقف العدائيّة والانغلاق على الذات، والحدّ من ثقافة العنف، والقتل والموت.

تدعو “الرسالة” الإنسانيّة، أصحاب الإرادة الصالحة والعزيمة، إلى العمل الجدّي والرصين والمسؤول، من أجل تخفيف الآلام والأحزان والجروحات، كما من أجل تقوية دعائم المجتمع، وبلسمة أمراضه المزمنة. إنّها مسيرة نضاليّة، تُلزم أبناء الأرض، لعيش السلام، ضمن “مساحات” و”ساحات” لقاءات، مبنيّة على بركة الخالق، والقيم الإنسانيّة. يواجه هذا الجهاد المتواصل، العراقيل والصعوبات والتحدّيات، ومع هذا، يجب أن يناضل “أخوة” الإنسانيّة، من أجل نجاح المسيرة “السلاميّة”، التي هي فسحة الأمل والرجاء. من هنا لا بدّ من:

  • خلق مساحة تسامح ورحمة، “لأنّ الرحمة قوّة تتغلّب على كلّ شيء، وتملأ القلب محبّة، وتعزّي بالمغفرة. فهي فضيلة ومنهاج سلوك. نظام تفكير، وثقافة عطاء، وبذل، من أجل تخفيف آلام وجروحات الناس، المتأتّية من نتائج العنف والشرّ، والبغض والظلم، وسوء التربية، وفقدان الآمان والطمأنينة، واختفاء المحبّة، وانتهاك حقوق الإنسان”.
  • العمل على اللاعنف، الذي يحقّق السلام، المرتكز على الحقيقة والعدالة، والمحبّة والحريّة والرحمة.
  • التغلّب على اللامبالاة وعدم التهرّب من المسؤوليّة المجتمعيّة، بعدم احترام القوانين والشرائع والمعاهدات والاتّفاقات.
  • تعزيز ثقافة التعاضد والتعاون، والحثّ على الالتزام بقضايا المجتمع، بجعله أكثر إنسانيّة، ومكانًا للسلام، النابع من احترام كرامة الآخر وحقّه في الحياة.
  • الانتقال من “التنظير”، إلى أعمال وأفعال ملموسة وشجاعة، من خلال عيش “الأخوّة”، المبنيّة على تقاسم المحبّة، والموارد الطبيعيّة، من أجل هدم الهوّة بين أبناء الأرض، على جميع الصُّعُد، لا سيّما الفقر والجهل؛ ممّا يعزّز تحقيق العدالة الاجتماعيّة، التي تؤدّي إلى رفض الفساد والجريمة.
  • العمل على التربية على السّلام وقيمه، كما على إزالة الأسباب التي تؤدّي إلى النزاع والعنف، والتعدّي على الحقوق والكرامات.
  • أخذ الإجراءات اللازمة والمتكاملة، من أجل نبذ كلّ ما “يقطع” الطريق على تحقيق السّلام المُرتجى، غير الناجز.
  • خلق شراكة عالميّة، لدعم جهود الأمم المتّحدة: المتّصلة بحقوق الإنسان، وسلام الكون، كما لمناهضة التمييز؛ والسهر على دعم التنوّع، وزرع روح الديمقراطيّة والحريّة، ولتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، التي تحتاج إلى الأمن والسلام، لأنّ لا سلام من دون تنمية والعكس صحيح؛ من أجل الحصول على مستقبل مُستدام، لا بدّ من سلام مُستدام.
  • التشديد على الحوار والتعليم والثقافة، من أجل احترام الآخر المختلف.
  • السعي الدائم مع منظمة الأمم المتّحدة، إلى تكثيف الجهود والنضال، من أجل عالمٍ أقلّ عنفًا وحربًا، وأكثر سلامًا وأمانًا.
  • العودة إلى التعاليم السماويّة، التي تحثّ الإنسان، إلى عيش الأخوّة واحترام البيئة وخيرات الأرض، التي تكون بالمطلق سببًا للحرب أو للسلم.

21 تشرين الأوّل 2017

  الأب د. نجيب بعقليني

                                                                          رئيس جمعيّة عدل ورحمة

 

Share this Entry

الأب د. نجيب بعقليني

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير