Family life

Pixabay CC0

"الوصايا السبع لعائلة سعيدة"

من أجل بناء عائلة سعيدة مفعمة بالسلام إلى درجة معيّنة

Share this Entry

نعيش اليوم في عالم كثرت فيه المشاكل العائلية بين الزوج والزوجة من جهة أو بين الأهل والأولاد من جهة أخرى. بعض من هذه المشاكل قد أدت إلى تفكك العائلة أو الهجر أو إلخ. ولم يتردّد البابا فرنسيس، كما الباباوات السابقين، يوماً من الأيام من الصلاة من أجل العائلة والتكلّم عن أهميتها. ولا يغب عن ذهننا مجمع العائلة الذي إنعقد في السنة الماضية وقد أصدر عنه رسالة بابوية بعنوان “فرح الحبّ”. قد كتب كثيراً من المقالات والإرشادات عن العائلة وكيف يجب أن تكون. وقد تكلّم كهنة كثر عن هذا الموضوع برعاياهم أو بعظاتهم. نعم، إنه لموضوع مهم جداً لا يتعب “القلم” من الكلام عنه. وبعد خبرة صغيرة من الإرشاد الروحي والإصغاء للإعترافات ومشاركة الناس همومهم ومشاكلهم والإصغاء إلى هواجس الشببيبة والأولاد، إستنتجنا سبع وصايا تساعد في بناء عائلة سعيدة مفعمة بالسلام إلى درجة معيّنة.

الوصية الأولى: أعظم هدية لبعضنا البعض الوقت.

مشكلة العصر هي “الوقت”، لا يوجد وقت، الحياة سريعة، لا يوجد وقت لتكريسه لبعضنا البعض، والمحزن بالأمر “للأمور التافهة” بالحياة، هناك دائماً الوقت. لا يوجد هدية نقدمها للآخرين اليوم، أعظم من هدية الوقت.

أولادنا بحاجة إلى وقتنا، لا نعطيهم وقت لنصغي إليهم ونتساءل لماذا يمضون الوقت على الهاتف، هم يمضون الوقت بالتكلم مع أشخاص بعيدين كرسوا لهم الوقت للإصغاء إلى أمور حياتهم التي يجب إخبارها أصلاً للقريبين، لأهل البيت. الأهل لا يعرفون بعد اليوم أولادهم، لا يعرفون كيف يفكرون، ما هي همومهم، ما هي مخاوفهم، ويرجمون أولادهم دون معرفة أن أولادهم “تتآكل من الداخل”. وإذا سألنا الأهل بأن يصفوا أولادهم فهم يصفوهم كيف كانوا من عشر سنوات. وعندما يقع أولادهم، يستغرب الأهل الأمر، سائلين كيفية حدوث ذلك، فهم قد “أحسنوا تربية أولادهم”، ولكن كيف تمّت هذه التربية من دون “تكريس الوقت”.

الزوجين بحاجة إلى إعطاء الوقت لبعضهم البعض، البكاء لبعضهم البعض، لمشاركة هموم الحياة مع بعضهم البعض، للفرح معاً، للتفكير معاً، لمشاركة المخاوف، ونتسائل لماذا أحد الشريكين “إنغرم” بأحد معه في المكتب طيلة النهار، لأنّ هذا الأخير كان “يصغي” إليه، نحن “ننغرم” بمن يصغي إلينا، فأيها الزوجين “كرسوا وقتاً لبعضكم البعض، وإصغوا لبعضكم البعض، وعيشوا الحبّ معاً”.

المسنين بحاجة إلى وقت أولادهم، إلى وقت يتكلمون فيه مع أولادهم أو أحفادهم، المسنين ليسوا “قطعة أثاث” توضع في غرفة النوم، “قطعة” بحاجة فقط إلى الماء والأكل، المسنين “روح” بحاجة إلى وقت يشعورون بهم إنّهم ما زالوا على قيد الحياة، ولا أنسى أحد المسنين عندما جلبت له المناولة، نظر إليّ وقال لي “أبتِ، أرجوك بدل أن تجلب لي القربان كل أسبوعين، هل يمكنك أن تعطيني ساعة واحدة في الأسبوع، ليس لأتناول وليس لأعترف، بل لأتكلم معك، أضحك معك، ألعب الورقة معك، لكي أشعر بأنني إنسان محاط بحبّ، وليس حيوان مفترس موضوع بقفص”. المؤلم، عندما أسمع الأولاد، يصرخون، فوق نعوش ذويهم، سامحونا لأننا “قصّرنا” معكم، لماذا يجب أن ننتظر الموت دائماً، لندرك “فظاعة بعض الأمور التي قمنا بها”.

ربما حان الوقت لإغلاق الهاتف والتلفاز، والنظر إلى من هو بقربنا، لمشاهدة وإصغاء “لبرامجه ومسلسلاته الجديدة”.

(يتبع)

Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير