Sainte-Marthe 24-10-2017 © L'Osservatore Romano

نضال لا يعطي السكينة بل السلام

ضمن عظة البابا الصباحية من دار القديسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“لا وجود للمسيحيين الذين ينعمون بالسكينة والذين لا يناضلون”. هذا ما حذّر منه الأب الأقدس خلال عظته التي تلاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.

وقد قال البابا إنّ الحياة المسيحية تتضمّن “نضالاً لا يمنحنا السكينة، بل يعطينا السلام”. وأضاف: “يسوع يدعونا لنغيّر حياتنا ونغيّر طريقنا، ويدعونا إلى الارتداد. وهذا يعني تغيير طريقة التفكير والشعور: فالقلب الذي كان عالمياً ووثنياً سيصبح مسيحياً بقوّة المسيح. التغيير هو الارتداد. ومع تغيير طريقة التصرّف، على أعمالنا أن تتغيّر”.

كما وشرح البابا أنّ هذا الارتداد الذي يشمل كلّ شيء، أي الجسم والروح، ليس تغييراً يحصل عبر التبرّج، بل هو تغيّر يُحدثه الروح القدس من الداخل. وعلى كلّ واحد منّا أن يعطي من ذاته كي يتمكّن الروح القدس من التصرّف، وهذا يعني… النضال!”

“أمّا النضال (أو المواجهة) فلا يمنح السكينة أو الهدوء، بل يمنح السلام. لا وجود للمسيحيين الذين ينعمون بالسكينة والذين لا يناضلون. فأولئك ليسوا مسيحيين بل “فاترين”، لأنّنا قد نجد السكينة لننام مثلاً عبر قرص دواء نتناوله، لكن لا دواء للسلام! وحده الروح القدس يمكنه أن يمنح ذاك السلام في النفس، والذي بدوره يعطي القوّة للمسيحيين. ونحن علينا مساعدة الروح القدس عبر الإفساح بالمجال أمامه في قلبنا. إنّ مواجهة يسوع للشيطان وللشرّ ليست قديمة، بل هي عصريّة، وهي من عالمنا اليوم وكلّ يوم، لأنّ النار التي أتى يسوع ليعطينا إياها هي في قلبنا”.

ثمّ نصح الأب الأقدس المؤمنين بالقيام بفحص ضمير كلّ يوم لمواجهة أمراض الروح التي يزرعها العدوّ، أي أمراض العولمة. كما ونصحهم بأن يتساءلوا كلّ يوم “كيف مررت من العولمة والخطيئة إلى النعمة؟ وهل أفسحت بالمجال أمام الروح القدس ليتمكّن من العمل فيّ؟”

وختم البابا عظته قائلاً: “إنّ صعوبات حياتنا لا تُحلّ عبر تهدئة الحقيقة. فالحقيقة هي التالية: يسوع جاءنا بالنار والنضال، فماذا فعلت بهما أنا؟”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير