فيما تحدث الحياة و تتوالى الأحداث غالباً ما يغيب عن سلم أولوياتنا ما يجب أن يكون أولى أولوياتنا!! كالعذارى الجاهلات نهمل الإستعداد للقاء عريس أرواحنا…
أعطانا الرب المصباح لينوّر ليل إنتظارنا و ترك لنا حرية تزويده بزيت الأعمال الصالحة الذي لا يمكن أن ” نبتاعه” إلا بجهد “عزم عازم” على الإلتصاق به، و التأمل بكلمته و التغذي منه…
قنديل إيماننا لا يتوهج بزيت “موروثاتنا التدينية” إنما بالسعي الواعي و الشخصي، كالعذارى الحكيمات، الى مراعاة مقتضيات ذاك “اللقاء”!
معلمة الكنيسة تريزا الأفيلية، التي احتفلنا بعيدها في 15 تشرين الأول، تركت لنا إرث مكتوب و لكن في كل ما كُتب أرادت التشديد إيّما تشديد على وجوب إقتناء ذاك “العزم العازم” على الدخول في علاقة حيّة – و شخصية – مع الله الذي يحبنا و المواظبة على الصلاة و التأمل بكلمته! فالتأمل هو باب الدخول إلى القصر الملكي، حيث يقود “عريس الروح” النفس الأمينة الى تتميم عهده معها!
ما هو الهواء إلى الرئتين هي الصلاة للروح! و كما أن الرئتين لتبقيا سليمتين تحتاجان إلى الهواء النقي كذلك الروح النقية يجب أن تتنفس باستمرار من خلال الصلاة- اوكسجين الروح على ما يقول القديس بيو!
اليوم، نصلي و مثال تريزا معلمة الصلاة أمامنا :
هبنا يا رب العزم الحكيم المنتصر على جهل الكسل الروحي!
هبنا ألاّ نسلّم للجمود و الإستسلام…
هبنا نعمة أن نختار الإبحار في مغامرة الحب التي تدعونا لها بعزيمة مكتوبة بأحرف الأمانة والصلابة!
هبنا أن ننوّر ليلنا بمصابيحك المتقدة بزيتنا:علامة حبنا لك و رجانا بقدومك مهما تأخرت
و حين يحين اللقاء: بوجوه متقدة نهمس لك بكلمات تشبه بعضاً من كلمات تريزا الأخيرة عند بابك:
“أخيراً يا رب :ها قد حان الوقت لكي نرى بعضنا بعضاً وجهاً لوجه”!!
Robert Cheaib - flickr.com/theologhia
القديسة تريزا الأفيلية: وحده الله يكفي
معلمة الكنيسة تريزا الأفيلية، التي احتفلنا بعيدها في 15 تشرين الأول