“إنّ يسوع يرغب في أن يعطي البشرية الصحة الكاملة”. هذا ما أكّده المونسنيور فنشنزو باليا رئيس الأكاديمية الحبرية لأجل الحياة، بتاريخ 30 تشرين الأول، وذلك خلال مؤتمر افتتاح السنة الأكاديمية الثلاثين في المعهد الدولي للاهوت الصحّة الراعوي في روما. وبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، حذّر باليا من “المسيحية العقلانية” التي ترفض أن تسمع كلاماً عن شفاء المرضى!
وفي التفاصيل، ألقى المونسنيور باليا مداخلة حول موضوع “الكرامة في المعاناة”، مشجّعاً الجميع على محاربة الأنانية التي تعمي بوجه مرض الآخرين وألمهم. “يسوع لم يستسلم يوماً أمام ألم الناس، كباراً وصغاراً، لأنّه أراد أن يعطي كامل الصحّة، والخلاص من كلّ عجز والتحرّر من كلّ عبوديّة”.
وتابع باليا مداخلته قائلاً: “لعلّ المسيحية العقلانية دفعتنا إلى تجاهلها. فمن النادر أن نسمع أحدهم يتكلّم عن شفاء المرضى، مع أنّ طلب الشفاء لا ينفكّ يتكاثر في مجتمع تهيمن عليه التقنيّة. فكم شخصاً يلجأ إلى السحر وما شابه للشفاء من أمراض جسدية ونفسية؟! علينا التفكير في الأمر بانتباه أكبر”.
كما واعتبر باليا أنّه من الضروري أن نكتشف أنّ الهشاشة هي من البُنى الحيوية، لأنّها تساعدنا على التفكير في قيمة اللطف والوداعة والإصغاء إلى الآخرين، لكن أيضاً قيمة الشعور بآلام الآخرين وتوقّعاتهم ورجاءاتهم.
وختم باليا كلمته قائلاً: “إنّ الإيمان هو دفاع علاجيّ لمصلحة الإنسان. والإيمان يحارب اتحاد الألم وفقدان الرجاء اللذين يعجز الدواء عن محاربتهما، وذلك عبر حبّ لا يدع الألم يسيطر عليه”.