وبّخ البابا فرنسيس “تلك البشرية التي لا تودّ أن تتعلّم من مأساة الحروب، والتي تستعدّ لدخول المزيد من الحروب”، بحسب ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
فمِن مقبرة نيتونو الأميركية قرب أنزيو (جنوب روما)، توسّل قائلاً: “كفى!”، وذلك بتاريخ 2 تشرين الثاني في تذكار الموتى المؤمنين، خلال القداس الذي احتفل به على نيّة جميع ضحايا الحروب، بحضور حوالى خمسة آلاف شخص.
وفي بداية عظته، شجّع البابا كلّ شخص على تكرار كلمات أيوب في قلبه “أنا أعرف أنّ شفيعي حيّ ويقوم آجلاً على التراب” (أي 19 : 25)، مؤكّداً: “إنّ الرجاء بلقاء الله وبلقائنا جميعاً ببعضنا البعض كإخوة لا يخيّب. لكنّ الرجاء يتجذّر غالباً في العديد من الجراح البشرية والمعاناة… وتلك الآلام تجعلنا ننظر نحو السماء ونقول: أؤمن أنّ مخلّصي حيّ، لكن كفى أيها الرب!”
وتابع قائلاً: “إنها الصلاة التي تخرج منّا جميعاً عندما ننظر إلى هذه المقبرة. أنا متأكّد ربّاه أنهم جميعاً معك، لكن أرجوك يا ربي، توقّف. ليس المزيد! لا حرب بعد الآن، ولا مزيد من تلك المذابح التي لا نفع لها… من الأفضل أن نتحلّى بالرجاء بدون الدمار والموتى بالآلاف… هذا يكفي رباه!”
الحرب هي دمار الذات
وأضاف البابا قائلاً: “اليوم، وفيما يستعدّ العالم بعد لدخول حرب أخرى… ليس المزيد رباه. هذا يكفي. فمع الحرب، نخسر كلّ شيء”.
ثمّ اقتبس الأب الأقدس كلام جدّة تفوّهت به أمام بقايا هيروشيما: “يفعل البشر المستحيل لإعلان الحرب وشنّها، وفي النهاية، يدمّرون أنفسهم. هذه هي الحرب، دمار الذات”.
ثمّ تطرّق الحبر الأعظم إلى الدموع التي ذرفتها النساء كلّما كان يصل ساعي البريد لإعلان وفاة أحدهم قائلاً: “إنّها دموع ليس على البشرية أن تنساها”، موبّخاً تلك البشرية، بما أنّه يبدو أنها لا ترغب في تعلّم الأمثولة. “إنّ ثمرة الحرب هي الموت. وإن أراد البشر شنّ الحرب ظنّاً منهم أنّهم بها يُحدثون عالماً جديداً وربيعاً جديداً، فالأمر ينتهي بالشتاء وبحُكم الرعب والموت”.
ثمّ ختم أسقف روما كلمته بدعوته الجميع للصلاة “على نيّة من يموتون في المعارك اليومية، أي معارك الحرب بالتجزئة. فلنصلِّ أيضاً لأجل الأولاد الأبرياء… وليمنحنا الرب نعمة البكاء”.