الوصية الثالثة: الصلاة مع بعضنا البعض لأجل بعضنا البعض.
“إن لم بين الربّ البيت، فباطلاً يتعب البناؤون”، الصلاة ركيزة مهّمة وأساسية في بنيان العائلة. من المهمّ جداً أن يكون هناك زاوية للصلاة داخل البيت، حيث يوضع بها صليب صغير مع كتاب مقدس مفتوح حيث يستطيع الشخص أن يقرأ كل يوم صباحاً وقبل إنطلاقه إلى العمل مقطع صغير يكون زوادة له روحية يقتات منها روحياً طيلة النهار كما يقتات جسدياً من زوادة الطعام.
يقول البابا يوحنا بولس الثاني “عائلتي كنيسة بيتيّة”: وهنا دور الأم والأب في تحقيق هذا القول وتحويل البيت إلى كنيسة بيتيّة صغيرة يستطيع فيها الأولاد أن يتعلموا فنّ الصلاة وأن يتعرفّوا إلى الرب أكثر وأكثر قبل دخولهم إلى الكنيسة الكبيرة (الرعيّة).
كما هناك وقت تجتمع به العائلة للطعام أو لمشاهدة التلفاز أو… من المهمّ جداً أن يكون هناك وقت (على الأقلّ مرة واحدة في اليوم) تجتمع العائلة أمام هذا المزار الصغير الموضوع في البيت لتصّلي معاً فتناجي الله من جهة وتشكر وتسبّح الله من جهّة أخرى. فتتعرّف العائلة إلى هموم بعضها البعض لتصلِّ لبعضها البعض.
التخت الزوجي هو أقدس مكان للأب للأم (الزوجين): هناك يتمّ اللقاء الحميمي الذي يجدّد الحبّ، هناك يتمّ أيضاً التشاور والتكلّم عن هموم اليوم والعائلة، يجب أن يكون هناك وقت (في التخت الزوجي) حيث الزوجين يصلّيَان معاً من دون الأولاد على نيّة بعضهما البعض، على نيّة صعوبات الحياة البيتيّة، على نيّة مشاكل العمل…
من الرائع أن يكون أهل البيت، أناس يصلّون كل واحد بمفرده، ولكن الأروع أن يكونوا عائلة تصلّي مع بعضها البعض. ويقول الربّ يسوع إذا إتفق إثنان على الأرض على شيء ما، فأنا أعطيهما إياه فكيف بالأحرى إذا كانت العائلة مجتمعة تصلّي مع بعضها البعض ومتفقة على أمر ما، من الأكيد سيكون الربّ حاضراً للإستجابة وللبركة.