“القداس ليس عرضاً، إنما هو صلاة؛ وعلينا الاستعداد له عبر الصمت والحوار مع المسيح ومع الآب لأجل اللقاء”. هذا ما شرحه الأب الأقدس ضمن التعليم الثاني عن الإفخارستيا، وذلك خلال المقابلة العامة التي أجراها صباح اليوم مع المؤمنين من ساحة القديس بطرس، بناء على ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وتابع الأب الأقدس شارحاً: “القداس لقاء حيّ مع الرب، وليس متحفاً”، مصرّاً على مبدأ الصلاة وقائلاً: “القداس صلاة، وهو الصلاة بحدّ ذاتها. القداس هو الحوار والعلاقة الشخصية مع الله. فكما يشير سفر التكوين إلى أنّ الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله، والله هو الآب والابن والروح القدس أي علاقة الحبّ الكاملة والوحدة، هكذا أيضاً لا يمكننا أن نجد كمال الذات إلّا إن دخلنا في تلك العلاقة”.
كما وأصرّ الحبر الأعظم على وجود الآب وعلى تلك “الداخليّة” في التواضع: “إنّ أكبر نعمة هي اختبار أنّ الافخارستيا هي اللحظة المفضّلة للبقاء مع يسوع، وعبره البقاء مع الله والإخوة. وعلى مثال الرسل الذين طلبوا إليه أن يعلّمهم الصلاة، أظهر لنا يسوع أنّه لأجل البقاء مع الآب، علينا أن نكون متواضعين، وأن نعترف بأننا أبناء وأن نرتاح في الآب ونسلّمه ذواتنا”.
في السياق عينه، شجّع البابا فرنسيس المؤمنين على الذهول: “بالإضافة إلى الثقة والخصوصية، يمكن أن نضيف الذهول والاندهاش، وهما صفتين خاصتين بالأولاد، كما وأنهما الشرط لنُخلَق مجدداً من الأعلى، إن كنّا نرغب في ذلك. عندها، سيأتي يسوع في الإفخارستيا للقاء ضعفنا وليُعيدنا إلى النداء الأوّل أي أن نكون على صورة الله ومثاله. تلك هي الإفخارستيا، تلك هي الصلاة”.