“ليس على الكنيسة أن تكون سوبرماركت”. هذا ما أعلنه البابا فرنسيس خلال عظته الصباحية التي ألقاها اليوم من دار القديسة مارتا، بحسب ما جاء في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، مناشداً بالمجانية، ومؤكّداً “أنّ الله سيفعل الباقي”.
وأشار الأب الأقدس في كلمته: “إن دخلنا غالباً الكنيسة بحزن، فلن نعرف إن كنّا في بيت الله أو في السوبرماركت… فهناك التجارة، كما أنّ هناك أيضاً لائحة بالمكافآت مقابل الأسرار، ولا ينقص إلّا المجانية! والله أنقذنا مجاناً بدون أن ندفع شيئاً”.
وأضاف الأب الأقدس قائلاً: “بالتأكيد يلزم دفع المال لصيانة الكنائس والجمعيات، لكن علينا أن نعطي بمجانية، والله سيفعل الباقي، الله سيتولّى ما ينقص… على الكنائس أن تكون كنائس للخدمة وكنائس مجانية”.
الخدمة بداية، ثمّ الزخرفة
كما ودعا البابا المؤمنين في عظته لحماية “هيكل الله الذي هو قلبنا” داعياً الجميع إلى التساؤل: “الروح القدس يسكن فينا، لكن ماذا يجري في قلبي؟ هل تعلّمت السهر كي يكون هيكل قلبي هيكلاً للروح القدس فقط؟ فلنكن متنبّهين: ماذا يجري في قلبنا؟ من يأتي إليه؟ ومن يرحل عنه؟ ما هي المشاعر والأفكار التي تنتابه؟ هل نخاطب الروح القدس؟ هل نصغي إليه؟ هل نعرف كيف نحمي هذا الهيكل؟”
وأصرّ الحبر الأعظم أنّه على كلّ منّا أن “يُنقّي هيكله الداخلي وأن يسهر، وأن يتنبّه على ما يجري في داخله”، خاصّة وأنّ يسوع موجود في المرضى والمتألّمين والجياع والمساجين، “وهو وجود يتطلّب منّي أن أعتني بالهيكل عبر خدمتي: هل أقترب من الآخرين لأساعدهم أو لأكسيهم وأعزّيهم؟”.
ثمّ ذكّر البابا بالقديس يوحنا الذهبي الفم الذي كان يؤنّب من يقدّمون الكثير لتزيين الهيكل الخارجي بدون الاعتناء بالمعوزين قائلاً: “لا، هذا لا يصحّ. الخدمة أوّلاً، ثمّ الزخرفة”.
وختم البابا عظته قائلاً: “فلنُنقِّ إذاً الهيكل الذي هو الآخرين”.
