أدان البابا فرنسيس الاعتداء الذي طال مسجد الروضة في منطقة بئر العبد على بُعد 40 كيلومتراً غرب مدينة العريش في شمال سيناء، مخلّفاً على الأقلّ 300 ضحية من أصلهم 27 طفلاً و109 جريحاً، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وفي التفاصيل، وجّه الأب الأقدس عبر أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين برقيّة تعزية بضحايا الاعتداء الإرهابي الذي حصل يوم الجمعة 24 تشرين الثاني، عندما فجّر مسلّحون عبوة ناسفة، قبل فتح النار على المسلمين الذين اجتمعوا لأجل صلاة الجمعة.
وقد جدّد أسقف روما إدانته “الشديدة لهذا العمل الوحشي الأعمى الذي ارتُكب بحقّ مدنيين بريئين اجتمعوا للصلاة”، طالباً إلى الله أن “يتعلّم أصحاب القلوب التي قسّاها الحقد التخلّي عن العنف الذي يؤدّي إلى المعاناة الكبرى، وأن يسلكوا طريق السلام”، كما وطالباً أيضاً “بركات العزاء والسلام للعائلات التي طالتها المأساة”.
وأكّد الحبر الأعظم صدمته إزاء معرفته عدد الضحايا الذين قدّموا حياتهم في المسجد، معبّراً عن “تضامنه مع الشعب المصري في أيام الحِداد هذه”، وعاهداً بالضحايا إلى رحمة الله.
في السياق عينه، صلّى الأب الأقدس أيضاً البارحة الأحد (خلال صلاة التبشير الملائكي من ساحة القديس بطرس) مع حوالى 30 ألف شخص، على نيّة المجتمع المسلم في مصر، قائلاً إنّ الخبر تسبّب له “بألم كبير”. وأضاف: “أتابع الصلاة على نيّة الضحايا العديدين، وعلى نيّة الجرحى والمجتمع بأكمله. فليحرّرنا الله من تلك المآسي، وليدعم جهود من يعملون لأجل السلام”، قبل أن يدعو الحاضرين في الساحة إلى الصلاة معه قائلاً لهم: “في تلك اللحظة، كان الموجودون يصلّون. فلنُصلِّ الآن نحن أيضاً على نيّتهم بصمت”.