أطلق بطريرك أنطاكيا للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي نداء للمجتمع الدولي، بهدف “وضع حدّ للحروب في سوريا والعراق، خاصّة وأنّه لم يعد لها معنى غير الدمار وتخليف الضحايا وخلق الهجرة”، كما أشار إليه بيان صادر عن محطة التلفزيون الكاثوليكية الإيطالية TV2000 بتاريخ 27 تشرين الثاني، وبحسب ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وكان البطريرك الراعي قد دعا، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة الأخبار الإذاعية التابعة للتلفزيون المذكور، إلى السماح للّاجئين بالعودة إلى أراضيهم، مشيراً إلى أنّه “من حقّهم المدني أن يحافظوا على حضارتهم وتاريخهم وهويّتهم”.
كما واعتبر الراعي أنّ المجتمع الدولي “لم ينظر لغاية الآن إلّا لمصالحه الاقتصادية والسياسية، بدون أن يعطي إشارة جدية عن مساعيه للبحث عن السلام”. وتابع البطريرك قائلاً: “إن أراد المجتمع الدولي السلام، عليه إذاً أن يعمل على تسوية. وإن لم يرد السلام بل أراد أن تتابع الحروب والنزاعات إشعال الشرق الأوسط، فأنا آسف، سيُحكَم على هذه المنطقة ألّا تعرف السلام. يجب حلّ المشكلة بين إسرائيل والعالم العربي، لكن تنقصنا الإرادة الصالحة”.
من ناحية أخرى، أشار الكاردينال الراعي إلى “مشكلة لبنان”، وهو البلد الذي لطالما كان نموذجاً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين، فيما الآن قد يصبح ساحة للمواجهات، شارحاً: “إنّ مشكلة لبنان والحِمل الذي يحمله اليوم هو وجود مليون وسبعمئة ألف لاجىء، وأكثر من نصف مليون فلسطيني، ممّا يجعل المجموع أكبر من عدد سكّانه. فأيّ بلد يتمتّع بهذه القوّة ليتمكّن من استقبال أكثر من نصف شعبه؟ إنّها مشكلة سياسيّة وديموغرافية واقتصادية كبيرة، وهذا يشلّ الحياة الاقتصادية في لبنان”.
