“لعيش الذبيحة الإلهية بالكامل، من الضروري أن نفهم معنى جميع إشاراتها”. هذا ما شرحه البابا فرنسيس خلال تفصيله اللحظات الأولى للقدّاس اليوم، خلال المقابلة العامة مع المؤمنين من قاعة بولس السادس في الفاتيكان، متابعاً تعليمه حول الإفخارستيا.
وأصرّ الأب الأقدس، كما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، على فهم معنى الرتبة الليتورجية قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات، إنّ القداس يتألّف من ليتورجيا الكلمة وليتورجيا الإفخارستيا اللتين تشكّلان معاً عبادة فريدة”. ثمّ شرح الحبر الأعظم معنى تقديم الليتورجيا: “إنّ الرتبة التي يبدأ بها القداس تهدف إلى أن يشكّل المؤمنون المجتمعون جماعة وأن يكونوا مستعدّين للإصغاء بإيمان إلى كلمة الله والاحتفال بالإفخارستيا كما يجب”.
ونصح البابا المؤمنين بالوصول إلى الكنيسة في الوقت المحدّد، أو حتّى قبل بدء القداس للاستعداد له، مشيراً إلى أهمية هذا اللقاء مع حبّ المسيح: “البدء بالقدّاس وتكريم المذبح يعنيان أنّ الذبيحة الإلهية لقاء حبّ لأنّ المسيح هو في وسط الليتورجيا”.
وعن المذبح وإشارة الصليب، قال أسقف روما: “إنّ المذبح هو مركز الامتنان والشكران الذي يتجلّى في الإفخارستيا. أمّا عبر إشارة الصليب، فنحن لا نذكر فقط معموديّتنا، بل نؤكّد أنّ الصلاة الليتورجية هي اللقاء مع الله في المسيح الذي تجسّد ومات على الصليب، ثمّ قام بالمجد”. وعاد الأب الأقدس وكرّر أهمية تعليم الأولاد رسم إشارة الصليب كما يجب.
“بعد ذلك، هناك كلمات الكاهن الأولى وجواب المؤمنين، أي التحيّة الليتورجية وردّها اللذان يُظهران سرّ الكنيسة المجتمعة. فنحن نعبّر عن إيماننا المشترك، بالإضافة إلى الرغبة المتبادلة بالبقاء مع المسيح وعيش الوحدة مع الجماعة”.
وختم البابا بالتشديد على أهمية التواضع، “خاصة في فعل التوبة الذي يدعونا إلى الاعتراف أننا خطأة أمام الله وأمام إخوتنا بصدق وتواضع، كي نولد مع المسيح في حياة جديدة”.