خلال عظته الصباحية التي ألقاها اليوم من دار القديسة مارتا، حذّر البابا فرنسيس من خطر الصوم بلا منطق، أي الانقطاع عن الطعام مع احتقار الآخرين، مؤكّداً أنّ الغاية من الصوم هي مساعدة الآخرين، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع “إعلام الفاتيكان” الإلكتروني.
وقد قال الأب الأقدس: “فلنصُم بمنطق، ليس ليرانا الآخرون. ودعونا لا نصوم عن الطعام فيما نحتقر الآخرين، أو في الخصامات والشجارات”. وحثّ الحبر الأعظم المؤمنين على التساؤل عن كيفية تصرّفهم مع الآخرين، بناء على قراءة اليوم الأولى (بحسب الطقس اللاتيني) من سفر إشعياء، والذي تكلّم عن الصوم الذي يريده الرب: الصيام الذي يفكّ سلاسل الظلم والذي يُعيد الحرية للمظلومين.
وذكّر البابا فرنسيس بأنّ الصيام هو من واجبات الصوم، حتّى ولو كان متواضعاً وبسيطاً وليس كاملاً: “فليكن الصوم حقيقياً في ممارسة الفضيلة”، معطياً أمثال عدم التمسّك بالمال، عدم تعذيب العمّال وشكر الرب على إمكانية الصيام مع احتقارهم، هم الذين لا يملكون ما يأكلونه!
كما وحذّر البابا المؤمنين قائلاً: “لا يمكنكم من جهة مخاطبة الله، ومن جهة أخرى مخاطبة الشيطان. فهذا ليس منطقياً… ولا تهتمّوا لما يقوله الناس، سواء قالوا عنكم إنّكم صالحين أو لا، إن صمتم أم لا؛ لأنّ السعي خلف ذلك هو إخفاء للفضيلة… ابحثوا عن الجوع لمساعدة الآخرين، لكن دائماً مع ابتسامة”.
من جهة أخرى، أضاف أسقف روما أنّ الصيام يعني التواضع، و”هو لا يتحقّق عبر التفكير في خطايانا، بل عبر طلب الغفران من الرب”، موصياً بأن نفكّر كيف نعامل الآخرين، بمن فيهم الخدم: “هل نعاملهم كأشخاص يستحقّون أجراً وعُطَلاً؟ أو هل نعاملهم كحيوان يساعدنا في المنزل؟ فكّروا في هذا”.
كما وتطرّق الأب الأقدس إلى أنّ الصيام يقضي “بمشاطرة الخبز مع الجائع، وإيواء المشرّد، وإعطاء الملابس لمن هو عارٍ، بدون إهمال أهلنا”.
وفي نهاية عظته، حثّ الأب الأقدس المؤمنين على التكفير عن ذنوبهم وعلى الشعور بالجوع وعلى الصلاة أكثر، كما على التساؤل: “هل يساعد صيامي الآخرين؟ إن كان الجواب لا، فهو غير منطقيّ وقد يؤدّي إلى حياة مزدوجة، لأننا نكون نتظاهر بأننا مسيحيون كالفرّيسيين، فيما نحن لسنا كذلك من الداخل… فليمنحنا الرب نعمة المنطق المسيحي”.