“لقد حسُن لدى الله، لفرط حكمته ومحبته، أن يوحي بذاته ويعلن سرّ مشيئته” (أف 1: 9) من أنّ البشر يبلغون الآب، في الروح القدس، بالمسيح، الكلمة المتجسّد، فيصبحون شركاءه في الطبيعة الإلهية. (أف 2: 18؛ 2 بط 1: 4). انطلاقًا مما ورد في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس والرسالة الثانية للقديس بطرس، حملت الرسالة الموجّهة إلى الأساقفة الكاثوليك بشكل خاص والمؤمنين بشكل عام عنوان “حسُن لدى الله” التي تعالج “بعض جوانب الخلاص المسيحي”.
يعود تاريخ هذه الرسالة إلى 22 شباط في عيد كرسي بطرس ووقّعها عميد الدائرة المونسنيور لويس فرانشيسكو لاداريا فيري وأمين سرّهه المونسنيور جياكومو موراندي وقد وافق عليها البابا فرنسيس في 16 شباط.
ترتكز الرسالة على الخطاب التي أدلى به البابا فرنسيس في فلورانس (إيطاليا) في 10 تشرين الثاني 2015 في المؤتمر الدولي الخامس للكنيسة في إيطاليا. تجيب الرسالة على أنّ الخلاص “لا يمكن أن نحصل عليه بقوّتنا الفردية وحدها بل من خلال العلاقات التي تولد من إبن الله المتجسد والتي تجعلنا متّحدين بالكنيسة”.
في الخطاب نفسه، أشار البابا إلى الانجراف الغنوصي التي يدفع “إلى الثقة في المنطق إنما يفقد الحنان الذي يمنحه جسد الأخ”. تجيب الرسالة بأنه على عكس الرؤية الغنوصية الجديدة “للخلاص الداخلي البحت”، إنّ الكنيسة هي “جماعة مرئية”: “فيها نلمس جسد المسيح بالأخص الإخوة الذين يعيشون في الفقر المدقع والعذاب”.
إنه في الواقع سرّ التجسد الذي يمنع من الوقوع في واحدة منها: “لا يتكوّن الخلاص من التحقيق الذاتي للفرد بشكل معزول ولا من من اندماجه مع الإله بل من خلال الشراكة في الطبيعة الإلهية”.