Photo @ Popesprayer.Net

كيف نتنشّأ على التمييز الروحي؟

تعليق مدير الشبكة العالمية للصلاة على نوايا البابا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

لقد طرح البابا فرنسيس يوم أمس قضية “التمييز” داعيًا كل المؤمنين إلى الصلاة من أجل الكنيسة حتى “تعترف بضرورة التنشئة على التمييز الروحي أكان على المستوى الشخصي أم الجماعي”.

أحبّ أن يكرّر بأنّ التمييز هو “مفتاح للراعوية” وذلك في ظروف كثيرة. دعا إلى حمل هذه النية بالصلاة على مدى شهر من الزمن. إنها دعوة أتت في زمن الصوم حتى يضع الإنسان حياته وخياراته “تحت نظر الربّ” داعيًا الكنيسة الروح القدس.

وقد علّق مدير الشبكة العالمية للصلاة على نوايا البابا الأب جانيال ريجينيت على هذه الدعوة وقال: “إنّ البابا فرنسيس يطلب منا أن نصلي في شهر آذار هذا حتى تعترف الكنيسة بالضرورة الملحّة للتمييز الروحي أكان على المستوى الشخصي أم الجماعي”.

وإن وُجدت هذه التنشئة مهمّة فذلك لأنّه توجد ممارسات كثيرة منتشرة تبعدنا عن الإنجيل وعن تقليد الكنيسة وعن كرامة الإنسان. بالطبع، إنّ هذا التهديد ليس جديدًا فالرسل قد حذّروا المسيحيين الأوائل من مغبّة هذه الممارسات: “أيها الأحباء، لا تركنوا إلى كلّ روح، بل اختبروا الأرواح لتروا هل هي من عند الله، لأنّ كثيرًا من الأنبياء الكذّابين انتشروا في العالم”. (1 يو 4: 1).

وأضاف بأنّ تمييز الروح القدس من روح الشرّ هو فنّ. إنّ روح الشرّ يهاجم كل واحد منا بنقاط ضعفه، بالنقاط التي لا يراها جيدًا أو حتى أحيانًا نكون عميانًا فلا نراها أبدًا. إنّ مساعدة شخص خبير هي غالبًا ما تكون قيّمة وضرورية من أجل التمييز بين العدو والروح القدس. والجماعة هي شبيهة بالإنسان أيضًا فهي تملك نقاط ضعفها.

التمييز يعني الكشف عن تأثير حقيقة خارجية عنّا من أجل استقبالها ومعرفة ما إذا كانت جيّدة أم سيئة. إنها قصة علاقة. لذا فسيكون مفاجئًا أن يستطيع الإنسان أن يميّز وحده من دون مساعدة أحد ليتحقق من صحّة المسيرة التي يقوم بها. إنّ من يبحث عن الروح القدس يعتمد على حكم الكنيسة وهذه الطاعة هي بذاتها مصدر تنشئة على التمييز.

منذ سنوات قليلة، وحتى في يومنا هذا، نرى بأنّ من يملك أي استفسار أو سؤال حول الإيمان يتوجّه إلى كاهن رعيّته. تهتمّ الكنيسة اليوم بتنشئة أشخاص حتى يستقبلوا ويصغوا إلى من يسألون المساعدة في تمييزهم الشخصي أو الجماعي. إنّ الجماعات الدينية تدعو بعض الأشخاص إلى تنشئة ذواتهم حتى يقوموا بهذه الخدمة. وهي تختار أحيانًا كاهنًا أو راهبًا أو راهبًا أو حتى علمانيًا حتى يكونوا بقرب من يعملون على نموّهم الشخصي.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير